“مدن الملاهي” في غزة.. ترفيه تحت الحصار

Rayan1 مايو 2022
"مدن الملاهي" في غزة.. ترفيه تحت الحصار
"مدن الملاهي" في غزة.. ترفيه تحت الحصار

مدن الملاهي في قطاع غزة تنفض الغبار عن الآليات والألعاب (الميكانيكية) الترفيهية فيها، استعدادًا لعطلة عيد الفطر. ويقوم العمال في هذه المدن بأعمال الصيانة للألعاب الكبيرة، والتأكد من معايير الأمن والسلامة فيها. لضمان أفضل استقبال للزوار، خلال أيام العيد.

ويعتبر العيد موسمًا سنويًا لعمل هذه المرافق والمنتجعات الترفيهية التي تظل آلياتها راكدة معظم أيام السنة باستثناء بعض المناسبات الدينية أو الحياتية مثل الرحلات الطلابية. خلال العامين الماضيين، عانت هذه المدن من ركود شبه كامل، بسبب الإغلاق الذي فرضه جائحة كورونا، ثم الحصار والحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في أيار الماضي، بالتزامن مع حلول عيد الفطر.

وتكبدت الملاهي، خلال العامين الماضيين، خسائر كبيرة نتيجة الإغلاق. وبحسب زكريا الهور، مدير عام المديرية العامة للسياحة في وزارة السياحة والآثار في قطاع غزة، فإن العدد الإجمالي للمنشآت السياحية في القطاع هو 1200. ومن بينها استراحات وشاليهات وملاهي، يعمل في هذا القطاع قرابة 10 آلاف عامل.

الخدمات السياحية

وقال الهور، إن مدن الملاهي في غزة أصغر من المدن الموجودة في الخارج، حيث يرتفع مستوى الرفاهية. موضحًا أن الألعاب (الميكانيكية) توجد في مدن الملاهي وبعض المنتجعات والمرافق السياحية مثل الاستراحات. وذكر أن هذه المرافق تزدهر خلال الأعياد والمناسبات الدينية والحياتية المختلفة.

وأشار إلى أن جائحة كورونا على مدار عامين تسبب في انهيار قطاع السياحة بما في ذلك الملاهي نتيجة توقفه التام عن العمل. مضيفًا أن “الدورة الاقتصادية لهذا العام بدأت تدور من جديد ولكن ببطء”، معتبرًا ذلك فرصة لا بد من استغلالها.

ودعا الهور أصحاب المنشآت السياحية إلى تطوير أداء منشآتهم وتقديم الخدمات بما يجذب الجمهور. مشيرًا إلى أن لجنة المتابعة والتفتيش بالوزارة تراقب بشكل دوري وصارم المنشآت الترفيهية التي تشمل الألعاب الميكانيكية، لضمان أمنها.

تحضيرات العيد

بدوره، قال وائل الخليلي رئيس مجلس إدارة المدينة الترفيهية “أصداء” في خان يونس جنوب قطاع غزة، إن الاستعدادات للاحتفال بالعيد بدأت قبل نحو شهر. موضحًا أن هذا الموسم يأتي بعد عامين من الانقطاع، بسبب جائحة كورونا والحرب الأخيرة.

وأوضح أن مدينة الألعاب هي المنفذ الوحيد لرسم البسمة على وجوه الأطفال الذين عاشوا حروبا متكررة، والحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 15 عامًا. مضيفًا “الأطفال في غزة محرومون من الاستمتاع بالأعياد والمناسبات التي يحبط فيها الاحتلال فرحتهم”.

وذكر أن “مدينة أصداء تعمل على دمج عنصر السياحة والترفيه بالمفهوم القيمي والثقافي والوطني للشعب الفلسطيني، بما يعزز صموده على أرضه”. مضيفًا “لدينا مشاريع ترفيهية تم فيها دمج العنصر الثقافي والقيمي، مثل قطار العودةوهو أول تلفريك استغرق تدشينه عدة سنوات، بحيث يجسد القطار رحلة العودة إلى الأراضي التي طرد منها الفلسطينيون عام 1948، من خلال تسمية أسماء المدن الفلسطينية في محطات القطار.

كما أطلقت المدينة مؤخرًا مشروع “المشهد السياحي” الذي ترتكز فكرته على تعليق مزارع الفراولة، ودمج العنصر الترفيهي مع العنصر الثقافي، مضيفًا  “وهناك القرية المائية التي تضم حمامات سباحة كبيرة وحديقة حيوانات واستراحات ومساحات خضراء (حدائق) في المدينة”.

ويعتبر الخليلي أن العطلة “فرصة عظيمة لتوفير فرص عمل وتوظيف عمال داخل مدن اللعبة”. مشيرًا إلى أن هذه المدن توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، حيث تنشط العديد من الشركات في هذا الصدد مثل البائعين والسائقين وغيرهم. ويتوقع الخليلي أن تستقبل الملاهي أعداد كبيرة من الزوار، بعد حرمانها من هذه الأماكن لمدة عامين.

الحصار الإسرائيلي

وفي هذا السياق، قال الخليلي إن الملاهي في قطاع غزة تعاني جراء استمرار الحصار الإسرائيلي. موضحًا أن هذه المدن تعاني من نقص حاد في قطع غيار الألعاب الكبيرة، ما يدفع أصحابها إلى استبدال الأجزاء الضرورية بأجزاء أخرى تؤدي نفس الوظيفة.

وأشار إلى أن هناك صعوبة كبيرة في “إدخال قطع الغيار والأجزاء اللازمة لتصميم الألعاب، وخاصة الأجزاء الهيدروليكية، حيث تعمل معظم الألعاب ضمن نظام لا تتوفر قطع غياره في غزة”. ومنذ عام 2007، تفرض إسرائيل حصارًا على سكان قطاع غزة، مما أدى إلى تدهور كبير في الظروف الاقتصادية والمعيشية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

x