مشاهدة مسلسل ود بلد السوداني كامل بجودة عالية حيث تراجعت الدراما السودانية عن نظيراتها العربية والأجنبية وحتى الإفريقية، في ظل حكومات بعضها صارم وغير مرن، وأخرى متقلبة وغير مستقرة. مما جعل المنتجين يخشون إضاعة أموالهم في إنتاج مسلسلات قد تفشل أو ترفض.
بعد غياب لسنوات عديدة، ظهر المنتجون في عدة مسلسلات خلال العامين الماضيين ، لقي بعضها قبولًا كبيرًا، ووصف بعضها بأنه لا يعكس الواقع الحقيقي. اعتبرت معظم المسلسلات الكوميدية التي لا تعكس بشكل كاف معاناة الناس وعاداتهم وتقاليدهم.
وفي هذا السياق، قال نوح السراج رئيس قسم الفنون والتنوع والثقافة بجريدة الطيار إن الدراما السودانية تبقى لغزًا دون تطور أو تقدم، والسبب في ذلك أنها دراما موسمية تنشط في شهر رمضان وحتى الأعمال التي تقدم الآن ليست على مستوى المطلوب. وتفتقر إلى أهم مقومات صناعة الدراما سواء على مستوى الفكرة أو الإخراج أو التمثيل أو الصوت.
مسلسل ود بلد السوداني كامل بجودة عالية اضغط هنا
وأضاف السراج، أن الممثل السوداني مازال يفتقر إلى كاريزما الفنان الذي يستطيع إقناع المشاهد بأداء دوره لإكمال صورة العمل الدرامي. مضيفًا: “لكن في الحقيقة أجد عذرًا للممثل السوداني، لأن يجد فرصة لممارسة التمثيل مرة في السنة، والمشكلة تكمن في غياب الدراما النسائية السودانية على مدار العام والتي لا تضر بأداء الممثل.
ولفت إلى أهمية الممارسة الواسعة للممثل، وأنه يمكن أن يصحح العديد من الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها، لذلك نرى دائمًا الممثل السوداني يظهر في الدراما بدون روح وكأنه مجبر على أداء الدور. وبالطبع ما ينطبق على الممثل ينطبق على باقي أعضاء الفريق العامل بما في ذلك المخرج.
https://www.youtube.com/watch?v=x3hjITAvrs0
الدولة ترفع يدها
وعن مسرحيات هذا العام يرى السراج أن “الدراما السودانية تحتاج إلى وقت طويل واستمرارية وإنتاج ضخم مع دعم مالي كبير لتصل إلى مصاف الدراما المصرية على الأقل وهذا لا يأتي إلا بوجود شركات الإنتاج والمسارح. لأن قنواتنا فقيرة جدًا ولا يمكنها إنتاج مسلسل أو حتى شرائه.
وأشار إلى أن “تلفزيون الدولة رفع يده عن إنتاج الأعمال الدرامية، وبالتالي فإن الدراما السودانية ستستمر في المعاناة ما دامت تفتقر إلى أهم مقومات الصناعة، وستبقى حالتها طي الكتمان دون أي تطور يذكر. والدليل أن ما نراه في رمضان الحالي من الأعمال ما هو إلا اسكتشات صغيرة، تم إنتاجها بجهود فردية. ونشعر بفرق كبير بينها وبين المسلسل العربي، وهذا ما يحزنني”.
وأوضح السراج أن “الدراما السودانية ضعيفة في كل شيء من جميع النواحي الفنية والفنية ولا مجال لها في الوقت الحاضر ولا بعد سنوات لمنافسة الدراما العربية”، مشيرًا إلى أن الإنتاج الدرامي السوداني هذا العام. لم تتجاوز ثلاثة أو أربعة أعمال لا تساوي إجمالاً مسلسل مصري واحد.