بسرعة جنونية تأثر قطاع غزة، بحالة الغلاء التي يشهدها العالم، من قبل أن تتأثر الدول العربية المجاورة، حيث شهدت الأسواق ارتفاعاً في أسعار عدد من السلع الأساسية كالأرز والطحين والسكر والزيت النباتي والبقوليات وغيرها.
فيما يعجز معظم سكان قطاع غزة الذين يعانون من حالة فقر وبطالة متفشية ومرتفعة عن مواجهة ارتفاع الأسعار بحجة الأزمة الأوكرانية الروسية، في ظل الإقبال على شهر رمضان الفضيل.
وتعد ظاهرة ارتفاع الأسعار من الظواهر التي تنتشر في الأسواق الفلسطينية بين حين وآخر، وهي ظاهرة ليست بالجديدة، وخاصة في المناسبات والأعياد، ومن الطبيعي أن ترتفع الأسعار حول العالم عقب الحرب الروسية على أوكرانيا، وفي ظل العقوبات الاقتصادية على روسيا، والتي تعد من أبرز الدول العالمية المصدر للمواد الغذائية في العالم، وخاصة القمح.
والمطلوب تجاه هذه الأزمة المتجددة، أن يكون هناك سياسة مشتركة بين الحكومة، المطالبة بمراقبة الأسواق وضبط الأسعار، ووضع السياسات الشجاعة لحماية الفقراء من غول الغلاء القادم خاصة بعد انتهاء المخزون المتوفر في غزة وهو قليل وقليل جداً.
والقطاع التجاري، من خلال الإعلان بشكل صريح وواقعي عن الحقائق المتعلقة بوفرة السلع في غزة، والخطوات المطلوبة، لتوريد السلع، للحد من ارتفاع أسعارها في السوق المحلي وحماية الفقراء.
أما المواطن، فيجب أن يعلم بأن التخزين للسلع الأساسية في المنازل سيعمق الأزمة، ويرفع الأسعار، للحد الذي سيُحرم فيه مئات الفقراء من الحصول عليها، فهو جزء من الحل وليس المشكلة، ويجب البدء بترشيد الاستهلاك، والتعامل مع هذه الأزمة بوصفها جزء من حياتك لابد من التأقلم معها.
من جهتها، أكدت وزارة الاقتصاد بغزة، أنها تعمل على تمكين المواطن من الحصول على احتياجاته من السلع المختلفة، وتعزيز حقوق المستهلكين وحمايتهم من تلاعب البعض بأسعار السلع. وتعتبر أن المخزون الموجود حالياً في قطاع غزة يكفي لتجاوز شهر رمضان. وأن الارتفاع في الأسعار بسيط وهو متعلق بالمصدر الذي يقوم التجار بالاستيراد منه فيما تعمل الجهات الحكومية على تقديم مجموعة من التسهيلات والإعفاءات الضريبية والجمركية للتجار.
أما يعقوب الغندور مدير عام الشؤون القانونية بوزارة الاقتصاد، فأكد أنه تم تحرير عدد من محاضر الضبط بحق تجار مخالفين في جميع المحافظات، وسيتم توقيف كل تاجر أو بائع تسول له نفسه استغلال المواطنين. وأن طواقم حماية المستهلك بالوزارة تتابع الأسعار في المحلات التجارية والأسواق.
ما يزال المواطنون يبدون خوفاً كبيراً من الارتفاع الحاصل على أسعار بعض السلع ومنها الأساسية، حيث بات هذا الموضوع يطغى على أحاديثهم سواء في الشارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى ذهب بعضهم للقول إن السلع الأساسية قد تصبح من الـ “كماليات” بالنسبة لهم، لعدم قدرتهم على شرائها.
بقلم: سماح حجازي