تشهد أسواق قطاع غزة ارتباكاً ملحوظاً بفعل عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية، والتخوفات من تداعيات الحرب الأوكرانية، وتفشي حالة الفقر والبطالة بنسب غير مسبوقة. رغم ذلك، يستعد سكان قطاع غزة لاستقبال شهر رمضان من خلال تزيين واجهات المنازل والمحلات التجارية بالأضواء الملونة والحبال المزخرفة، بالإضافة إلى تقديم التجار والبائعين مختلف المواد الغذائية والتموينية والمكملات الغذائية والحلويات التي يميز شهر الصيام.
وتتزين الأسواق والأكشاك الصغيرة مزينة بأحبال الزينة المعلقة، بينما توجد أكشاك لبيع الفوانيس والديكورات وحبال الإضاءة والألعاب النارية التي يلعب بها الأطفال في فترة المساء، كذلك منتجات الزينة القماشية والبلاستيكية الجديدة ذات الطابع الرمضاني، لتجهيز غرفة الطعام وصالات الاستقبال للضيوف.
تعطي الأجواء والمعروضات انطباعًا خاصًا ومختلفًا لأسواق قطاع غزة المنتشرة من الشمال إلى الجنوب مع حلول شهر رمضان، إذ تكتسي الأسواق بمظهر مختلف، ويتم عرض أصناف خاصة بشهر الصيام، مما يميز أيامه عن باقي العام، ويشجع المتسوقين على شرائها وتجربتها.
ويجهز أصحاب المحلات أصنافًا مختلفة من المواد الغذائية للترحيب بشهر رمضان، على أمل جذب أنظار الزبائن، ووضع أصناف التي يتكرر استخدامها في أيام الصيام، مثل التمر والفواكه المجففة والبقوليات والتوابل. كما يضع عدد من الباعة أصناف المكسرات النيئة والزبيب والتمور داخل أوان معدنية، وهي تدخل في عمل بعض الأكلات الرمضانية.
عدد من الباعة يضغون المكسرات النيئة والزبيب والتمر داخل أواني معدنية، والتي تدخل في صنع بعض الأطعمة الرمضانية، بينما يحمل الباعة المتجوّلون كرتونات تحتوي على باقات من الأوراق العطرية الخضراء، مثل الجرجير والبقدونس والنعناع والزعتر والفجل، وهناك العديد من عربات بيع الكعك والخبز البلدي وأصابع “القرشلة” والبسكويت الملون.
مع قدوم شهر رمضان تتميز المحلات التجارية داخل الأسواق بزيادة عرض المخللات بمختلف ألوانها وأنواعها وترتيبها بطريقة شهية ومغرية. بينما تضم هذه المحلات منتجات متنوعة لشهر رمضان، ومتطلبات وجبات السحور والإفطار مثل: التمر، قمر الدين، الفواكه المجففة، المربى، الزيت، اللحوم المعلبة والمصنعة، الأجبان ومنتجات الألبان بأنواعها، بالإضافة إلى البقوليات والحلاوة الطحينية، وعيرها من أصناف التسالي.
مع حلول شهر الصيام يزداد عرض العصائر الصناعية المحضرة مسبقاً مع أنواع مختلفة من الفاكهة، بالإضافة إلى المشروبات الغازية وعصائر رمضان الطبيعية أو قرون الخروب وأوراق “الكركديه” المخمرة بالماء وهي مشروبات يحلو لأهل غزة تزيين سفرتهم الرمضانية بها.
واختار بعض أصحاب المحال بيع حلوى القطايف، وهي الحلوى الأكثر شعبية في شهر رمضان، وقد بدأوا بنصب الأفران المُسطّحة الخاصة بإنضاج عجينتها السائلة، إلى جانب بيع علب القَطر وأصناف الحشوات المكوّنة من “جوز الهند، القرفة، عين الجمل، الزبيب، اللوز”، وغيرها من الحشوات الخاصة بذوق كل زبون.
اختار بعض أصحاب المحلات بيع حلويات القطاي ، وهي أشهر الحلويات في شهر رمضان، وبدؤوا بتركيب أفران مسطحة لإنضاج عجينتها السائلة، بالإضافة إلى بيع علب القطر وأنواع الحشوات المكونة من “جوز الهند، القرفة، عين الجمل، الزبيب، اللوز”، وغيرها من الحشوات حسب ذوق كل زبون.
ويلاحظ في الأسواق انخفاض أسعار السلع والمنتجات، وكذلك أسعار الديكورات والإنارة وشخصيات رمضان، وفق قاعدة العرض والطلب، حيث تزدحم الأسواق بهذه المنتجات، وتشهد تنافسًا بين البائعين لتقديم حملات وعروض أسعار مخفضة.
ويأتي شهر رمضان في ظلّ تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، بفعل تواصل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ خمسة عشر عاماً، إلى جانب عدم انتظام صرف الرواتب، وعدم صرفها كاملة، وأيضاً ارتفاع الفقر والبطالة، ووصولهما إلى نسب غير مسبوقة.
بقلم: سماح حجازي