تصاريح غزة وصكوك النجاة

Rayan18 فبراير 2022
تصاريح غزة وصكوك النجاة
تصاريح غزة وصكوك النجاة

في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، أعلنت وزارة العمل في غزة، استقبال طلبات الكترونية للراغبين في العمل في إسرائيل، وحددت شروطاً بأن يكون المتقدم قد تجاوز 26 عاماً من عمره، ومتزوجاً وليس موظفاً، ويمتلك شهادة تطعيم فيروس كورونا، مع خلو صحيفته الجنائية.

هذه هي المرة الأولى منذ 15 عامًا التي يُعلن فيها عن السماح للعاملين بالعمل داخل إسرائيل، وليس من الواضح أن المشرف على هذه الخطوة هو وزارة تابعة لحركة حماس، في إطار “تفاهمات سياسية” للحد من البطالة والتدهور الاقتصادي في غزة ، حيث تفرض إسرائيل حصارًا مشددًا منذ سيطرة حماس على غزة منتصف عام 2007.

وهذه “التفاهمات السياسية”، جاءت نتيجة اللقاءات التي تعقدها “حماس”، مع مصر وقطر، من أجل التخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية في غزة، عبر السماح بإصدار التصاريح لفلسطينيين من القطاع، للعمل في الضفة الغربية وإسرائيل، وذلك بعد المواجهة العسكرية الأخيرة في 6 مايو 2021م، التي استمرت 11 يوماً، فكان تثبيت إطلاق النار ممهداً لإطلاق تصاريح نحو إسرائيل!.

وبحسب الوزارة ستسمح في المرحلة الأولى بتسجيل جميع الراغبين ممن تنطبق عليهم الشروط ويستوفون المعايير المحددة، بينما في المرحلة الثانية ستعمل على عد الطلبات وتصنيفها حسب طبيعة العمل، والتوزيع الجغرافي بما يضمن العدالة بين مناطق القطاع.

في إشارة إلى عمق أزمة البطالة، شهد اليوم الأول تسجيل أكثر من 10 آلاف طلب للراغبين في الحصول على تصريح عمل داخل إسرائيل، وسط تقديرات بأن عدد المسجلين سيتجاوز 100 ألف في غزة عند انتهاء عملية التسجيل.

يقدر عدد الفلسطينيين العاطلين عن العمل بحوالي ربع مليون فلسطيني، بالإضافة إلى أن معدل البطالة العام في قطاع غزة يتجاوز 52%، بينما يصل إلى 60% بين الشباب، وترتفع بين الإناث لتصل إلى 80%، متزامنة. مع ندرة العمالة في القطاعين العام والخاص.

منذ اندلاع “انتفاضة الأقصى” عام 2000، خفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير من عدد العاملين في الأراضي المحتلة، قبل أن تغلق الحقل بالكامل عقب انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة عام 2005.

وفي أعقاب التفاهمات التي جرت بعد “مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار” سمح لأعداد بسيطة بالعودة للعمل تحت غطاء “تصريح تاجر”، حيث وتشير تقديرات “الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين” في غزة إلى وجود 250 ألف عاطل عن العمل، بنسبة تقدر بنحو 55%، ويأمل اَلاف العاطلين عن أن تكون هذه الخطوة، فاتحة أمل لتحسين أوضاعهم التي تدهورت طوال سنوات من الحصار والفقر والقهر في قطاع غزة.

بقلم: سماح حجازي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

x