الاحتلال يعيد دراسة إستراتيجيته العسكرية بشأن “أبراج غزة”

Rayan17 يناير 2022
الاحتلال يعيد دراسة إستراتيجيته العسكرية بشأن "أبراج غزة"
الاحتلال يعيد دراسة إستراتيجيته العسكرية بشأن "أبراج غزة"

أعادت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية فحص استراتيجية الأهداف التي قد تصل إليها هجماتها في قطاع غزة، في حال نشوب حرب جديدة، خاصة فيما يتعلق بالأبراج متعددة الطوابق. يأتي ذلك بحسب تقرير صادر اليوم الاثنين عن “مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة”.

والسبب في ذلك هو التداعيات السياسية والدولية التي نتجت عن استهداف الأبراج خلال عملية “حارس الأسوار” في مايو 2021. حيث استهدفت الضربات الجوية سبعة مبان متعددة الطوابق وجلبت معها انتقادات دولية حادة للحكومة الإسرائيلية.

وأشار التقرير الذي حمل عنوان “أبراج غزة ومعضلة إسرائيل وحماس” إلى أن المرحلة الثانية من عملية إعادة إعمار غزة قد بدأت بالفعل.

يدور الحديث عن إعادة بناء منازل تعرضت للقصف خلال الحرب الماضية، وأن الأبراج متعددة الطوابق على وجه الخصوص خارج خطط إعادة الإعمار.

وأشار التقرير إلى وجود توجه إسرائيلي لوقف استهداف الأبراج متعددة الطوابق، والتركيز على أهداف محددة تابعة للفصائل الفلسطينية، حتى لو كانت داخل هذه الأبراج دون هدمها.

ندم إسرائيلي

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما على برج “هنادي” غربي مدينة غزة، والمكون من 13 طابقًا، واحتوى على مكاتب لوحدات إعلامية فلسطينية ووحدات سكنية، فضلا عن برجي “الجوهرة” و”الشروق”، و اخرين.

وبحسب التقرير، فقد أعرب مسؤولون إسرائيليون عن أسفهم لقرار قصف برج “الجلاء” في مدينة غزة شمال قطاع غزة، في اليوم الخامس للعمليات العسكرية، حيث كان هذا المبنى يضم مكاتب شبكات التليفزيون و وكالات الأنباء الدولية.

ونُقل عن مصادر سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل قولها لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن “الضرر الذي لحق بإسرائيل على الساحة الدولية أكبر من المزايا التي حققتها الهجمات”.

الردع

إجمالاً، خلال عملية حراسة الأسوار، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي 7 أبراج في غزة، مبررًا ذلك بالقول إنها تهدف إلى ردع التنظيمات الفلسطينية ومنعها من الاستمرار في إطلاق الصواريخ على المدن الفلسطيينة المحتلة.

وقدر أن قصف الأبراج حقق ميزة محددة، وهي أنه ترك الشارع الفلسطيني مقتنعًا بأن إسرائيل لن تتردد في ضرب أهداف حماس، حتى لو كانت في قلب الكتل السكنية.

وبحسب التقرير، بدأت هذه السياسة بعملية “الجرف الصامد” في عام 2014، وفي ذلك الوقت استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة 10 أبراج متعددة الطوابق، تضمنت أيضًا شققًا.

ونقلت عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن ضرب الأبراج وقتها عجل بانتهاء الحرب وقلل من مطالب حماس التي كانت تطالب وقتها برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة بشرط وقفها.

مبررات إسرائيل

وتتهم إسرائيل حماس باستغلال هذه الأبراج لأغراض عسكرية، وتقول إنها أنشأت داخلها، على سبيل المثال، مقرًا للوحدة المسؤولة عن العمليات السيبرانية، والتي تحتوي على معدات إلكترونية مصممة للتشويش على رادارات نظام “القبة الحديدية” يحمي سكان غلاف غزة من القذائف الصاروخية، بحسب التقرير.

وتبرر الاعتداءات أن حماس استغلت وجود وسائل إعلام فلسطينية ودولية وعائلات مدنية داخل الأبراج واستخدمتها كدروع بشرية، وتقول إن الحركة تضع قدراتها في قلب المناطق السكنية على أساس أن إسرائيل لن تجرؤ على ذلك خوفًا من قتل الأبرياء.

وأضاف تقرير المركز أن الهجوم على الأبراج كان مبررًا من وجهة نظر عسكرية، لكنه من الناحية السياسية كان خطأ، وتسبب في إثارة الرأي العام الدولي ضد إسرائيل.

وبحسب التقرير، فقد حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل القصف سكان برج “الجلاء”، ومنحهم مهلة لإخلاء البرج، لكن انهيار البرج دفع حماس لإعلان معادلة جديدة، وهي: بالعودة إلى انهيار كل برج أو مبنى مدني في غزة، سترد الحركة بقصف تل أبيب بمئات الصواريخ، وهو ما حدث بالفعل وتسبب في زيادة التصعيد.

إعادة الإعمار

وأوضح التقرير أن إعادة بناء الأبراج المدمرة خلال الحرب الماضية يأتي في ذيل قائمة أولويات إعادة الإعمار للدول المساهمة.

وأشار إلى أن المرحلة الثانية من إعادة الإعمار دخلت حيز التنفيذ بعد إزالة أنقاض المنازل المدمرة، مشيرًا إلى أن البيانات الإحصائية الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكدت أن 1335 منزلًا دمرت بشكل كامل، وتعرض 12886 منزلًا لأضرار متوسطة إلى طفيفة نتيجة القصف الإسرائيلي.

وتابع التقرير: “هذه الأبراج كانت تعتبر مشاريع اقتصادية أكثر من كونها لتوفير السكن، رغم أنها كانت تؤوي مئات العائلات. وذكر أن داخل هذه الأبراج 450 شقة يسكنها 3000 نسمة”.

تغيير السياسة

وحذر التقرير من أن إعادة بناء الأبراج التي دمرت في 2014 و2021 ستستغرق سنوات طويلة، وأن إسرائيل تعلمت دروسًا من جولة التصعيد الأخيرة، ولن تدمر بالكامل أبراجًا أخرى في قطاع غزة، أو مباني متعددة الطوابق مخصصة للسكن، وذلك لتقليل الأضرار والتداعيات السياسية والدولية.

واختتم التقرير بالإشارة إلى تقديرات مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى، لم يسمها، بأن الذراع العسكرية لحركة حماس ستستمر في استغلال الأبراج متعددة الطوابق لأغراض عسكرية، وستنشئ مكاتب لوحداتها ومراكز قيادتها بداخلها.

وقال إن “إسرائيل ستنتقل إلى أسلوب الضربات المحددة والدقيقة على الأهداف المتواجدة داخل الأبراج”، واصفًا هذه الطريقة باستخدام “ملاقط” للتعامل مع جزء معين دون تدمير هذه الأبراج.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

x