كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، عن تفاصيل خطة إسرائيلية لمنح قطاع غزة سلسلة من الامتيازات الاقتصادية من خلال اتفاق تجري مناقشته مع الأمم المتحدة، لضمان الحفاظ على الهدوء على الجبهة الجنوبية.
وقالت الصحيفة العبرية، إن “القيادة السياسية والأمنية والعسكرية في إسرائيل تخطط لمنح القطاع امتيازات اقتصادية، تشمل زيادة عدد تصاريح العمل داخل إسرائيل وإدخال مواد ذات استخدام مزدوج إلى القطاع”.
وذكرت الصحيفة، اليوم الأحد، أن “القيادة الإسرائيلية تدرس السماح بدخول معدات البنية التحتية للاتصالات، والتخفيف من حدة الوضع الاقتصادي المتدهور في غزة، بما يضمن الحفاظ على الهدوء النسبي”.
وبحسب الصحيفة فإن “إسرائيل قلقة من حالة التهدئة على الحدود الجنوبية مع غزة التي سادت منذ عملية حارس الأسوار في مايو الماضي”، مشيرة إلى أن ذلك “ضمن المحاولات الإسرائيلية لممارسة ضغط داخلي على حماس لمنع أي عسكري التصعيد”.
دخول مواد ذات استخدام مزدوج
ولفتت الصحيفة إلى أن “إسرائيل تجري محادثات مع الأمم المتحدة لصياغة اتفاق يسمح بدخول مواد ذات استخدام مزدوج، تستخدم في الصناعات العسكرية والمدنية ، ويمنع دخولها غزة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “بموجب المحادثات الجارية والاتفاق الذي سيتم التوصل إليه، سيسمح بدخول هذه المواد، وسيعمل ممثلو الأمم المتحدة على تأكيد استخدامها للأغراض المدنية فقط”.
وأكدت الصحيفة أن “هناك عشرة آلاف عامل وتاجر من غزة يحملون تصاريح عمل داخل إسرائيل، وأن المستويات السياسية والأمنية والعسكرية تريد زيادة هذا العدد”.
وأضافت، “لكن هناك خلافات داخل الأجهزة الأمنية، حول عدد التصاريح المطلوبة، والتي يمكن إصدارها، والتي من شأنها أن تسمح لعامل واحد بكسب ما معدله 5000 شيكل (حوالي 1300 دولار) في الشهر، وهو مبلغ أعلى بكثير من متوسط الأجر في غزة”.
وبحسب هآرتس العبرية، فإن “الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تعتقد أنه من الأفضل تسهيل الظروف المعيشية لسكان غزة مادياً قدر الإمكان، وعدم اشتراط ربط هذه الإجراءات بتهدئة حماس”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “هذا الموقف يتناقض مع التصريحات المعلنة مؤخرًا بأن إعادة تأهيل قطاع غزة سيكون مشروطًا بالاتفاق على إعادة المعتقلين الإسرائيليين من قبل حماس”، مضيفة أن “القيادة الأمنية تشدد على ضرورة منع التدهور الاقتصادي بغض النظر عن أثيرت قضايا أخرى”.
الضفة العربية
وبخصوص الضفة الغربية، أشارت الصحيفة إلى أن “إسرائيل سعت في الأشهر الأخيرة لمنع حماس من تعزيز قوتها في الضفة الغربية”.
وقالت الصحيفة: “حماس تحاول الحفاظ على الهدوء في غزة، وتمنع أطرافًا أخرى من القيام بأي أنشطة ضد إسرائيل، لكنها تبذل جهودًا لتعزيز وجودها في الضفة الغربية”.
جدير بالذكر أنه بحسب التقديرات الإسرائيلية، تشهد الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة هدوءًا غير مسبوق منذ المواجهة العسكرية الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، في أيار الماضي.