غزة تايم – ممدد على سرير الإغاثة الطبية على الحدود، يلتف حوله عدد من الأطباء في محاولة لإنقاذ الرمق الأخير من ذلك الجسد الهزيل الذي سقط ضحية الحقد الإسرائيلي الأسود.
طبيب يحاول إنعاش الجسد، يضغط بساعديه على صدر الصغير محاولاً إعادة شيء من أنفاسه، ولكن الموت يسبق كما في كل مرة، ففي غزة تتجدد أوجاع الطفولة، وتسقط العصافير وهي تحلق عاليا.
وكذلك حلّق خالد الربعي شهيداً لم يتجاوز الرابعة عشر، أثار غضبه ما يحدث على الحدود فذهب ليشارك أصدقاءه صمودهم، مؤازرا سلميا كما كل المتجمهرين هناك. لكن، هناك أيضا، قنصه جندي إسرائيلي يعلم تماما ماذا يفعل، فقد اعتاد قنص الأطفال خوفا من أن يكبروا ويبحثوا ويفهموا من هو عدوهم، ثم يسيرون لا يخطئون طريقهم.
راوية الربعي أم خالد تجهش بالبكاء تارة ثم تتماسك تارة أخرى، تناجي جثة طفلها الذي ودعته قبل دقائق وتقول:” ارجع يا خالد” ثم تهدأ وتتحدث من قلب أوجاعها: لم أفرح بخالد، لماذا يقتل ابني وهو لم ير من الدنيا أي فرحة؟ لماذا يتفرج علينا هذا العالم؟ لماذا أخذوا مني صديقي؟”.
وتتأمل بصنيع ابنها قبل خروجه يوم الجمعة الماضية وهي تستعيد الذكرى وتقص على النساء الحاضرات:” اشترى ملابس جديدة ووزّع حلوى وحلق شعره وكأنه على موعدٍ مع الشهادة”.
أجل يعلم الشهداء طريقهم، ويعلمون إلى أين سيكون مسيرهم في تلك اللحظة، فيتجملون ويتعطرون قبل الرحيل!
أصيب خالد الربعي في صدره برصاصة قاتلة ولكن عائلته كانت في ثبات ملحوظ أمام كاميرات المصورين حيث قال والده: عبر ابني عن رأيه في مسيرات العودة، مسيرة سلمية لماذا يطلق فيها الرصاص، لماذا يقتل أطفالنا ولا يعيشون كأطفال العالم، أطالب كل المؤسسات الحقوقية الدولية أن تنظر إلى جرائم الأطفال التي يرتكبها الاحتلال على حدود قطاع غزة.
المصدر: الرسالة نت
https://www.facebook.com/morning.gaza/posts/1207458996126614?__tn__=-R