غزة تايم – “مش عارفين ننام يا زلمة من صوت تبع الحليب” بهذه العبارة بدأ المواطن أبو البراء القدرة من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حديثه بشأن أصوات الباعة المتجولين بين الشوارع والأحياء في المدينة، معبًرا عن رفضه التام لما يقوم به بعض الباعة بالصراخ عبر المكبرات في أوقات النوم والراحة.
ويستخدم الباعة المتجولين مكبرات الصوت والتسجيلات الخاصة لترويج بضاعتهم والمناداة بين الشوارع والأزقة والأسواق العامة، وسط امتعاض كبير من قبل شريحة كبيرة من المواطنين في قطاع غزة، معللين ذلك أنها تسبب لهم مصدر إزعاج كبير خاصة فئة المرضى والأطفال.
ويضيف القدرة، أن ظاهرة مكبرات الصوت بجانب بيته أصبحت سيناريو مزعج لا ينتهى، مشيًرا إلى أن أطفاله يفزعون من النوم عندما تصدح مكبرات الصوت، لاسيما أنه منزله يقع على الطريق العام.
وتمنى أن تقوم البلدية بوضع حل جذري لهذه الظاهرة والقضاء عليها، مبينًا أن أصحاب المكبرات لا يراعون حقوق المواطن أو حالة المرضى وكبار السن وطلاب المدارس.
كسابقه، عبّر المواطن محمود كلاب (40 عامًا) من سكان مدينة خان يونس، عن رفضه لظاهرة مكبرات الصوت، ويرى أنها تزايدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، قائلًا: “الأوضاع الاقتصادية الصعبة والبطالة أجبرت الكثير من المواطنين في قطاع غزة للجوء إلى البسطات والعمل على وسائل النقل “التكتك” واستخدم مكبرات الصوت لترويج بضاعتهم”.
واستدرك كلاب في حديثه: “لكن ذلك لا يبرر استخدام مكبرات الصوت المزعجة في الشوارع، فهناك طلاب يريدون الدارسة، وأخرين مرضى بحاجة للراحة، وأطفال”.
بدورها، أصدرت بلدية مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة اليوم السبت، قرارًا بحظر استخدام مكبرات الصوت من قبل أصحاب المحلات والباعة المتجولين في شوارع مدينة خان يونس.
وأوضح رئيس بلدية خان يونس م. علاء الدين البطة، أن البلدية تلقين ألاف الشكاوى خاصة من المواطنين المرضى ومن سكان المدينة، وأصبحت مصدرًا للإزعاج المستمر، مشيرًا إلى أن ذلك جاء بعد موافقة وزارة الحكم المحلي وقرار المجلس البلدي.
وقال البطة، إن البلدية بدأت بتحذير الباعة المتجولين وأصحاب مكبرات بتسوية أوضاعهم والالتزام والعمل على راحة المواطن والحد من الأساليب التي تسبب الازعاج للمواطنين في مدينة خان يونس.
وأضاف أن البلدية وبالتعاون مع شرطة البلديات ستشرع بحملة وسلسلة توعية عبر المساجد والمراكز الثقافية والشوارع للباعة المتجولين وإظهار مدى ضرر هذه المكبرات على المرضي والمواطنين.
ولفت إلى أن بلديته أمهلتهم عشر أيام بدءًا من 10 يوليو القادم، محذرًا أن كل من يخالف سيعرض نفسه للمساءلة القانونية والملاحقة القضائية ومصادرة أجهزة ومعدات الصوت.
وثمن البطة، جهود أبناء شعبنا في مساندة عمل البلدية ودعم جهودها في تحقيق المصلحة العامة، مؤكدة أن هذا التعاون يشكل طاقة أمل لطواقم البلدية للاستمرار في خدمة أبناء المجتمع.
