تدور أحداث فيلم وش في وش أمنية خليل egybest ايجي بست داخل شقة في أحد الأحياء الراقية. ويتجمع عدد من الأشخاص في مكان واحد. ويضطرون لقضاء ليلة معًا بعد حدوث خلل في باب المنزل، مما يتسبب في احتجازهم بالداخل. تجري الأحداث بسرعة وتشتد الخلافات بين الزوجين وأهل وأصدقاء كل طرف. وتتدهور الأوضاع برغبة كل طرف في فرض سيطرته وكأنها معركة وليست مشكلة عائلية. ويتميز العمل بلمسة كوميدية على مستوى الحوار بين الشخصيات، رغم أن معظم أبطاله ليسوا من نجوم الكوميديا. كما أن الكثير من المشاهد تحتوي على مبالغات كوميدية.
يبدأ الفيلم مباشرة حيث بدأ الحدث، ليضع المشاهد في قلب الخلاف بين الزوج والزوجة “أمينة وممدوح”، حيث يبدأ أفراد الأسرة في التوافد إلى الشقة للاطمئنان على الزوجة بعد سماع والدتها صوت طقطقة. وصوت صراخ بينها وبين زوجها. يستدعي الزوج أصدقاءه للوقوف إلى جانبه ضد الأب. والدة الزوجة وشقيقها بالإضافة إلى والد الزوج ووالدته المشاركين في الخلاف بعد اتصال هاتفي أجراه معهم والد الزوجة.
فيلم وش في وش أمنية خليل egybest
فنبدأ من منتصف الحدث، ثم يروى ما سبق بالتوازي على شكل استرجاع سريع، منفصل وغير متصل، وبطريقة مختلفة، ويأتي اختلافه من أننا لا نعود إلى الوراء مرة في مشهد واحد نعرف ما حدث، ولكننا نرى نفس الحدث أكثر من مرة مع اختلاف وجهات نظر كلا الزوجين، حيث يجسد كل منهما نقاشًا ساخنًا دار من وجهة نظره، حسب رؤيته أسلوب الحوار لدى الآخر. وهذا الاختلاف في رواية القصة هو في الأساس بذرة الخلاف، حيث يتمسك كل طرف بما يراه هدف كسب النقاش دون الاستماع إلى الآخر.
وفي ظل قضية الحشو وإضافة مصطلحات النوع الاجتماعي – الجندر – والنسوية وفرض القضايا مباشرة على الدراما، فإن الفيلم لم يقع في هذه المعضلة، بل قدم صورة عامة عن الحالة الزوجية التي تطورت. وتطور الحديث بينهما إلى مشادة كلامية حادة، تدخلت على إثرها أطراف مختلفة، ما أدى إلى اشتعال الموقف.
حاول السيناريو أن يعكس طبيعة الأفراد، وهي تعدد وجهات النظر حول موقف واحد، وأن بعض الأطراف في الخلافات الأسرية يتصرفون ويقدمون النصائح بناءً على تجاربهم الفاشلة، أو تجارب سابقة سيئة، أو أفكار بعيدة عن الأصل. المشكلة فقط لتحقيق فكرة معينة، مثل أن تطالب صديقة الزوجة بالطلاق دون تفكير. وفي حقوقها المادية، ترى أنها بذلك “تساوم على حريتها”. بينما الأم تفكر بطريقة مادية وديكتاتورية بحتة “كيف يمكن لابنتها أن تسيطر على الوضع وتهين الزوج”، كما يفعل هي، وغيرها من الأمثلة.
فيلم وش في وش
وبذلك يكون السيناريو قد حقق أحد مبادئ كتابة السيناريو التي ذكرها علي أبو شادي في كتابه “سحر السينما”. و”يجب على الكاتب أن يدرك أن فكرته هي الهدف الذي يسعى كل شيء في الفيلم إلى إثبات صحته ونجاحه”. وأقام الدليل على صحته بالقول، والأفعال، والحركة، وتصوير المشاعر بالرمز أو الاقتراح أو غير ذلك من الوسائل المسموعة والمرئية.”
ونرى ذلك يتحقق بقوة في المشهد الذي يكرر مرتين وجهات نظر الزوج والزوجة في المشاجرة اللفظية التي حدثت، حيث أدى الممثلون الخلافات في الحوار بينهما حسب رؤية كل فرد، بتعابير وجوههم وحركاتهم. نبرة الصوت، واستخدم المخرج حالة الكسر التي حدثت لتعكس ليس فقط لغة الحوار المتخيلة في ذهن كل منهما، بل أيضاً إدراكه البصري لتصرفات الآخر. وبينما رأت الزوجة الزوج يحطم ما كان على الطاولة ويرمي حامل الورد، كان الزوج يخبر صديقه أن الأمر مجرد تعثر على السجادة، فضرب ذراعه بالزهور فسقطت على الأرض، وتهشمت.
وظف المخرج في هذا المشهد ما يسمى بزاوية الرؤية، وهي كما عرّفها علي أبو شادي “لقطة تقع في علاقتها بالحدث بين اللقطة الذاتية واللقطة الموضوعية. وهي بشكل ما لقطة أو زاوية موضوعية تجعل المشاهد يرى الأحداث وكأنه يرافق أحد الممثلين. فهو يرى من وجهة نظره وليس من خلال عينيه”.