يعتبر قطاع المياه في غزة من أكبر التحديات التي تواجه المواطنين والتي تشكل مصدر قلق للبلديات في ظل حاجة السكان الكبيرة وعدم وجود مشاريع تلبي حاجياتهم بالكامل.
ويعتبر قطاع غزة من البقع الأعلى كثافة سكانية في العالم. وهو ما يدفع بضرورة مواكبة النمو السكاني المتزايد لتلبية حاجات السكان.
ووفق دراسات متخصصة وتقارير دولية، فإن غالبية المياه المتواجدة في قطاع غزة غير صالحة للشرب. وهو ما يدفع لضرورة تعزيز المشاريع بهذا الاتجاه.
ويعاني الخزان الجوفي في قطاع غزة من تهديدات كبيرة بسبب كثرة الآبار المحفورة في السنوات الأخيرة، ووجود الكثير منها غير مرخص داخل بعض الأراضي الزراعية. وهو ما دفع بالكثير من المواطنين لزيادة الشكاوى من ملوحة مياه الشرب.
المياه في غزة
وتعتمد غزة للحصول على المياه بشكل أساسي على ثلاث محطات تحلية مركزية، إلى جانب “مياه الماكاروت” التي تدخل إلى القطاع عن طريق إسرائيل. والتي ترفد بمجموعها الفلسطينيين بنحو 35% من احتياجهم.
في حين يتم قطع الماء بفعل النقص الذي يصل إلى ثلثي الكمية المطلوبة. فسكان قطاع غزة يحتاجون إلى أكثر من 210 مليون متر مكعب من المياه العذبة سنويا لكافة الأغراض المنزلية والزراعية والصناعية.
وتزداد التحديات في ظل الحديث بشكل رسمي عن الهبوط الكبير في مستوى مياه الخزان الجوفي في ظل السحب المرتفع.
وحسب ما ذكر مختصون في قطاع المياه، فيعتبر الخزان الجوفي في غزة، المصدر شبه الوحيد والذي تعتمد عليه غالبية سكان القطاع في الحصول على ما يقارب 94% من احتياجهم الكلي للمياه.
وتشرع بلديات قطاع غزة على عدد من مشاريع المياه، إلا أن الطلب المتزايد من المواطنين. وشح التمويل الذي يعيق بعض المشاريع يعتبر من التحديات الكبيرة التي تواجه البلديات.
توسعة محطة تحلية
والأسبوعين الماضيين، وضع رئيس سلطة المياه المهندس مازن غنيم حجر الأساس لمشروع توسعة محطة تحلية محافظتي غزة والشمال بدعم من الصندوق الكويتي للتنمية عبر البنك الإسلامي للتنمية. ويهدف المشروع لرفع قدرة محطة التحلية وزيادة عدد المستفيدين من المياه المحلاة.
الوزير غنيم أكد أن حجم الاستثمار لمحطة التحلية ومن ضمنها المرحلة الجديدة بلغ ما يفوق 17.5 مليون دولارا. وذلك لتصبح طاقتها الانتاجية 12.5 ألف متر مكعب يوميًا وتخدم أكثر من 400 ألف مواطن.
ووفق المعطيات، فإن هذا المشروع سيخفف من الأزمة التي يعاني منها سكان القطاع من المياه المحلاة، إلا أنه لن يحل الأزمة. بل إن القطاع بحاجة لعدة مشاريع أخرى لحل الأزمة.
ويعتبر انقطاع التيار الكهربائي لساعات عدة خلال اليوم من المشاكل الكبيرة التي يواجهها الغزيون. وخصوصا أنه في كثير من الأحيان لا يستطيع المواطنين ملئ خزاناتهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وكان تقرير سابق للأمم المتحدة، صدر عام 2011، تحدث أن قطاع غزة لن يصبح قابلا للحياة مع العام 2020. ويبدو أن التحديات التي يواجهها الغزيون في تأمين حاجياتهم الأساسية في هذه الأيام تؤكد هذا التقرير.. فهل من حلول لهذه الإشكاليات؟
بقلم: عزيز الكحلوت