شكّلت القضية الفلسطينية حديثا مركزيا في القمة العربية التي جرت قبل أيام في مدينة جدة السعودية، حيث جرى الحديث عن جملة الأزمات التي يعاني منها الفلسطينيين.
أجمع القادة العرب ووزراء الخارجية في القمة العربية، أكدوا على أهمية القضية الفلسطينية وتباحثوا آليات الدعم المستمر ما بعد انتهاء القمة.
لا شك أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية تراجع بعد ثروات الربيع العربي بعد عام 2011، ولكن تبدو الأمور أفضل، مع عودة الاجماع العربي على فلسطين.
ولكن تبدو الإشكالية الأساسية في تطبيق أي قرارات تخرج عن القمة العربية وعدم الاكتفاء بإصدار التصريحات المؤيدة للفلسطينيين.
ويبقى العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين ومحاسبة الاحتلال على جرائمه من أهم ما يمكن الحديث عنه في القمم العربية، وكذلك الدعم المتواصل للفلسطينيين بعد التوقف والجفاف بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
وتزداد مخاوف الفلسطينيين من بقاء قرارات القمة العربية الداعمة للقضية الفلسطينية حبرا على ورق دون تطبيق.
ويدعو الفلسطينيون لضرورة تفعيل شبكة الأمان العربية المالية والتي تتحدث عن دعم ميزانية السلطة الفلسطينية بـ 100 مليون دولار شهريا، في وقت تمر به الميزانية الفلسطينية بأزمة كبيرة.
وبقيت هذه الخطوة من تفعيل شبكة الأمان حبرا على ورق لأكثر من 10 سنوات، وهو ما يزيد تذمر الفلسطينيين.
وتراجع الدعم العربي لميزانية السلطة بشكل كبير جدا بعد “صفقة القرن” وهو ما يزيد التساؤلات عن الطرق التي ستدعم بها القمة للفلسطينيين؟
وعلى صعيد الوضع الداخلي، يأمل الفلسطينيون في أن تجد قضايا القمة العربية تجاه القضية الفلسطينية حلولا جذرية، في رفع الحصار عن قطاع غزة والقدرة على انهاء الانقسام الفلسطيني.
ويأمل الفلسطينيون في ضغط عربي أكبر من أجل العمل على اجراء انتخابات موحدة تجمع شمل الفلسطينيين تحت مظلة شرعية.
وأخيرا، نجد أن قرارات القمة العربية مهمة جدا وبحاجة للتطبيق للارتقاء بالقضية الفلسطينية واعادتها للساحة الدولية وصولا للاستقلال والتحرير، فهل تطبق فعليا؟
بقلم: عزيز الكحلوت