تحميل كتاب السياسة والحيلة عند العرب pdf مجانا رقائق الحلل في دقائق الحيل ويكيبيديا حيث يأتي هذا الكتاب قبل مائة عام من عصر السياسي الإيطالي مكيافيلي، ويحتوي على “حيل سياسية”، مما جعله في صفوف كتاب “الأمير” من حيث تدريس فنون الإمارة والحكومة.
وتتميز حروفه ببعدها عن أسلوب الكلام المباشر والتعليم المفتوح، فتختار القصة والحكاية كوسيلة للتربية والإرشاد. والغريب أن هذا الكتاب، المكتوب أصلاً باللغة العربية، منذ عام 1061هـ 1651م، ظل مجهولًا لقراء اللغة العربية، وانتشاره بين قراء عدد من اللغات الأوروبية.
منذ عام 1976، أخرجت الباحثة رينيه خوام هذا الكتاب من مخطوطة مودعة في أرشيفات المكتبة الوطنية في باريس. لم يقتصر نشرها على اللغة الفرنسية، بل تجاوزها أيضًا إلى لغات أخرى. ولا شك في أن القارئ العربي سينال منفعة مزدوجة: فرحة القصص والنوادر من جهة، واستعادة التاريخ السياسي العربي من جهة أخرى.
تحميل كتاب السياسة والحيلة عند العرب pdf مجانا اضغط هنا
في بداية القرن الماضي، كان باشا مصر (محمد علي الكبير) يفتح بلاده على الحضارة الأوروبية، فجمع الترجمة والاقتباس والتعلم في جميع المجالات وجميع الفنون. وبدأ بترجمة كتاب الأمير لمكيافيلي. الكتاب وجه مباشرة إلى حاكم مصر لمراجعته والاستفادة منه.
لكن (محمد علي)، بعد قراءة فصلين فقط، أمر بوقف الترجمة لأنه، حسب قوله يعرف حيلًا أكثر من هذا الأمير الأوروبي. وليست هذه الحادثة الوحيدة التي تدل على تقدم التجربة العربية والإسلامية في فنون الحكم والسلطة. بل إن التاريخ العربي الإسلامي مليء بالأدلة والمؤشرات على إتقان لعبة السلطة والحكم في هذه المجتمعات.
حتى أن بعض حكام أوروبا لم يجدوا أنه من الهجوم على السياسيين العرب أن يكونوا طلابًا بأيديهم في هذا المجال، كما حدث لفريدريك الثاني، إمبراطور ألمانيا في العصور الوسطى. من ناحية أخرى، فإن مكيافيلي نفسه هو مؤلف كتاب الأمير، وهو أشهر كتاب عن الإمارة أو عن فن الحكومة والسياسة.
يشار إلى أن الكتاب لمؤلف مجهول، لكنه شيق وممتع للغاية. يمكن قراءته في يوم وليلة. وهو مخصص لأغراض الترفيه فقط ، لأن المعلومات التاريخية فيه غير موثوقة؛ على الرغم من أن المؤلف يسرد أكثر من مائة إشارة إلينا في مقدمته، إلا أنه نظر في مراجعه، وفي مؤلفيها مقولة وجرح كبير.
يعرض الكاتب في فصوله (الثالث والرابع والخامس) تفسيرات لا يوافق عليها جمهور العلماء. بل إن كتابه غارق في الإسرائيليين وبعض التفاصيل غير الدقيقة للقصص القرآنية دون تحديد المرجع الذي اعتمده في سرد القصة. ما ينتقص من الكتاب ويضعف حجته ومنطقه.
في كثير من قصصه، لا يتجه المؤلف إلى تحديد الحيلة التي من المفترض أن تكون موضوع ومحور القصة نفسها، بل يعتمد على ذكاء القارئ وفطنته في ذلك. الفصول الخمسة الأخيرة هي أجمل ما في الكتاب، وبالفعل يجد القارئ فيها تسلية ومتعة لقصرها وذكائها، ولأن القصص والأبواب منفصلة وغير متصلة، تصبح لوازم الكتاب نوراً، ويصبح يصلح الكتاب ليكون كتاب الفرص والراحة بين الكتب والأعمال الضخمة.
