انتهت امتحانات الثانوية العامة “التوجيهي” في فلسطين الأسبوع الماضي، وتخللها ردود فعل متباينة تجاه طبيعة اجراء الامتحانات وما يحدث بها، وصعوبة الاختبارات من سهولتها.
ولعل ما كان فارقا خلال العام الحالي من توجيهي، تناول قضية الغش علنا، فظهرت عدة فيديوهات عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تُظهر شبابا يافعين يغششون طلابا من خلف الأسوار، وهو ما يثير التساؤلات عن طبيعية سير “توجيهي” وأين الأمن مما حدث؟
وأثار ظهور طالبة “فتاة اللوز” من غزة للحديث عن تلقي الطالبات أسئلة الاختياري من خلف الأسوار، وهو ما ساعدهن على حل الكثير من العلامات “40 من أصل 100 علامة”.
وبعد ما أُثير من ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي، أصدرت وزارة التربية والتعليم قرارا مها بخصوص ما تبقى من اختبارات.
وقالت الوزارة إنها قررت إلغاء سؤال (اختر) في امتحاني مبحثي “التربية الإسلامية والتكنولوجيا”، واستبداله بسؤال مقالي ليصبح القسم الأول مكون من 3 أسئلة ب 60 علامة، وأربعة أسئلة مقالية يختار الطالب منها اثنين بواقع 40 علامة.
ولاقى قرار الوزارة ردود فعل غاضبة من طلاب التوجيهي وأهاليهم، متسائلين عن كيفية اتخاذ قرار بتغيير جوهري على أسئلة الاختبارات قبل يومين من موعدها.
ورغم تبرير الوزارة ما حدث، بأنها اتخذت الإجراءات الخاصة لحماية امتحانات التوجيهي، إلا أن القرار أسال الكثير من الحبر.
وأعلنت الشرطة في بيان لها، تشديد الرقابة على المدارس التي تجري فيها اختبارات التوجيهي، وتوقيف بعض الشباب الذي ثبت عليهم تغشيش الطلاب والطالبات، إلا أن القرار لم ينفع الطلاب الذين تضرروا من تغيير الأسئلة.
ولعل ما حدث له ما بعده، فطبيعة أسئلة التوجيهي للأعوام المقبلة ستكون مختلفة نوعا ما، حيث يرى الطلاب بأن سؤال الاختيار من متعدد يمثل فرصة لتخفيف الضغط من الكتابة المقالية، ويوفر الوقت وربما يكون فرصة أيضا لتحصيل العلامات.
ويتساءل الطلاب، عن كيفية أن يكون حدث كهذا، مصححا لمسار الأسئلة التي ينظر إليها الطالب بعناية كبيرة ويدرك أن هناك خللا كبيرا.
وأخيرا، ندرك جيدا أن ما حدث يعبر عن خلل ظاهر في المنظومة التعليمية، وأن التحرك بناء على ردود الفعل لن يجدي نفعا، وهو ما يؤشر على أن مستوى التعليم في فلسطين لا يزال بحاجة لتغييرات جوهرية.
بقلم: عزيز الكحلوت