يزداد التأزم في الحلبة السياسية الفلسطينية، في ظل انعدام الأفق، حتى بات وضعا عقيما في الأحزاب السياسية كافة التي وصلت إلى طريق مسدود في العودة للشعب وانهاء المعاناة المستمرة على الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
ففي قطاع غزة الذي يعيش فيه 2.5 مليون نسمة في سجن كبير، محطما الأرقام القياسية في البطالة ومعدلات الفقر وغيرها من الأرقام الكارثية، لا تجد حركة حماس أي حلولا للأوضاع الكارثية السارية منذ قرابة عقد ونصف.
وعلى الجانب الآخر، يزداد الوضع السياسي في الضفة تأزما أكثر، مع تضاعف عمليات الاستيطان وعدم الوصول لحلول جدية في المفاوضات مع سلطات الاحتلال.
هجرة جماعية لقيادات حركة حماس في قطاع غزة، خلال السنوات الأخيرة، والتي اتخذت من تركيا وقطر ولبنان مقرا لها، وهو ما يزيد من استياء المواطنين الذين يتطلعون لأي حلحلة في العديد من الملفات العالقة كعدم وجود فرص عمل وأزمة الكهرباء وصعوبات التنقل وغلاء المعيشة.
ولا تعطي حركة حماس أي أجوبة عن استفسارات المواطنين، بخصوص سفر القيادة التي طالما طالبت المواطنين بالصمود في وجه الحصار والصبر على الوضع الراهن.
ورغم الحلحلة الاقتصادية التي خلقها الانفتاح على سوق العمل الإسرائيلي، إلا أن الغلاء أنهك الفلسطينيين في الضفة و غزة.
ولعل الوضع السياسي العقيم بعد قرابة 28 عاما من المفاوضات وستة عشر عام من الانسحاب الاسرائيلي من غزة، خرج الجميع بـ “صفر كبير” أوجد حالة من الفراغ لدى الكثير من المواطنين، الذين ينادون بتغيير القيادة الحالية، وضرورة إيجاد حكومة قادرة على النهوض بالوضع السياسي والاقتصادي والمجتمعي.
يدرك الفلسطينيون في الضفة وغزة، وغيرها من الأراضي المحتلة والشتات، أن المخرج السليم في اجراء انتخابات حرة ونزيهة تخرج لنا قيادة فلسطينية قادرة على ولادة النهضة الفلسطينية وإخراج أفق سياسي مشرق يضمن الحق الفلسطيني دون قيادة عقيمة تحكم الفلسطينيين وفق أهواء أحزابهم، فهل ينتهي العقم السياسي قريبا؟
بقلم: عزيز الكحلوت