غزة تايم – أيام قليلة وسيبدأ الطلبة بكافة مراحل تعليمهم للانضمام لمقاعد الدراسة في عام دراسي جديد، بعد عطلة دامت ل 3 أشهر.
وفي تلك الأوقات تبدأ العائلات الغزية، وخصوصاً الأمهات في تحضير الأزياء المدرسية لأبنائها، وتنتقي ما هو مناسب لهم ولسنهم، وللناظر للوهلة الأولى فيما تعرضه المحال التجارية من أزياء مدرسية يثير الدهشة والاستغراب، فقد انتشر الزي المدرسي الخاص بالفتيات “المريول” بأشكال مختلفة ومزخرفة وبعضها قريب من شكل فساتين السهرة، ما آثار حفيظة الناس وامتعاضهم من بعض التجار الذين لا يهمهم التعليم والتربية بقدر ما يهمهم الربح الوفير.
مواقع التواصل الاجتماعي بدورها ضجت بآراء ومطالبات لوزارة التربية والتعليم بتوحيد الزي المدرسي، على أن يكون موحداً وبسيطاً وبعيداً عما هو معروض في هذه الأيام.
فالزي المتعارف عليه ولسنوات عديدة “المريول” قد احتفظ بشكله وبأصالته وتاريخه الجميل، فانقسمت الألوان المتعارف عيها ما بين الأخضر وهو الزي الخاص بطالبات المدارس الحكومية، والأزرق المخطط بالأبيض وهو الخاص بطلبة مدارس الأونروا.
لكن التجار والخياطين اليوم أدخلوا عليه تصاميم جديدة وألوان في بعض الأحيان ليس لها علاقة بالعملية التربوية والتعليمية، وهو ما أظهر نوع من عدم الرضا من قبل المشترين في الأسواق الذين رأوا في التصاميم الجديدة المطروحة نوع من المبالغة في الزركشة والاضافات الزائدة، حتى أن البعض اعتبره بأنه «خروج كبير عن المألوف».
المواطنة تغريد عبدا لله 36 عاما، تقول ” لا أدري ما هذه التصاميم الغير جيدة بصراحة التي نراها في الأسواق الغزية، ما نعرفه هو المريول بشكليه ذو الحزام والخالي من أي تفاصيل وزخارف، والآخر له حزام عل الوسط وله قب بيضاء جميلة، ذلك المريول ما كنا نلبسه عندما كنا صغارا، وألبسناه لبناتنا حتى وقت قريب.”
وتابعت عبد الله حديثها” أنا كأم لن أشتري لابنتي مريول مزخرف، وشبيه بفستان السهرة، فهي بالتأكيد لن تذهب للمدرسة لعرض الأزياء، المهم فقط أن تكون أنيقة ومرتبة، وتنتبه لدروسها.”
وطالبت عبد الله وزارة التربية والتعليم، أن تضع قوانين صارمة قبل بداية كل عام دراسي بشهر تقريبا قبل ان تقوم بعض العائلات بشراء مراييل جديدة، وتحثهم عل التقييد بشكل المريول المتعارف عليه، وحتى لا يتمادى التجار بتلك الموضة المقلقة، على حد تعبيرها.
السيدة وفاء البرعي تخالف تغريد فيما قالته، وقالت:” لا أرى أي مشكلة في ادخال أشكال وتصاميم جديدة على المريول التقليدي، فهو بذلك سيعطي راحة نفسية للطالبات، حتى أن بعض العائلات لم تشتري هذه السنة ملابس جديدة لأبنائها بل اكتفت بزيارة الخياط لإدخال بعض التعديلات على ما هو موجود، فيخرج بالنهاية بشكل جديد ومشابه لما هو في الأسواق.
خالد العرعير، أحد التجار الذين يقومون ببيع الزي المدرسي في سوق معسكر جباليا، شمال القطاع، يقول:” هذه السنة الاقبال ضعيف جدا على شراء ملابس جديدة، فبعض العائلات تقوم بتغيير شكل ملابس أولادهم عند أحد الخياطين ليبدوا جديدا نوعا ما، ولتوفير بعض النقود، خصوصاً بأن العام الدراسي سيبدأ وشريحة لا بأس بها لم تستلم بعد مخصصات الشؤون الاجتماعية ليتمكنوا من شراء ما يحتاجه أطفالهم من ملابس وشنط وقرطاسية ورسوم دراسية.”
وأضاف العرعير” الهجوم الكبير عل المريول المدرسي هذا العام كبير جدا، فأنا لا أجد له أي مبرر، نحن كتجار كل سنة نقوم باستيراد المريول بشكل جديد، ولكن هذه السنة تنوعت التصاميم ودخلت عليها ألوان جديدة أكثر حداثة.”
وأشار العرعير بأنه لم يستورد هذه السنة كمية كبيرة من ملابس المدرسة، واكتفى بما لديه في المخازن من أزياء مدرسية قديمة، وذلك لأن الوضع الاقتصادي في غزة، حرم كثير من العائلات من شراء ملابس جديدة لأطفالهم هذا العام.
من جهتها قالت المعلمة انتصار الخالدي «إن العملية التربوية تحتم من خلالها التفكير بخيار متزن للزي المدرسي يتضمن من خلاله الشكل واللون، حيث الزي جزءً لا يتجزأ من المعادلة التربوية، ويجب أن يأخذ تصميم الزي بعين الاعتبار الراحة النفسية للطالبات وبما يتناسب مع رغباتهن بحدود المعقول».
ولفتت الى أنها كانت خلال الأعوام الماضية تشتري الزي المدرسي جاهزاً من المحال التجارية، ولم تلجأ إلى شراء الأقمشة وحياكتها، الا أن الخامات والموديلات الجديدة التي عرضت هذا العام دفعها لتغيير عادتها، وأن تلجأ الى محال بيع الأقمشة لتجهز لبناتها الزي المدرسي، المتعارف عليه سابقاً.
وكان الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) عدنان أبو حسنة، قد أكد في تصريح صحفي سابق له، بأنهم ملتزمون بالزي التقليدي القديم في المدارس، وأن ما انتشر في الأسواق، هو من عمل التُجار فقط، وليس بأمر منهم.
وقال أبو حسنة: “إذا أتتنا طالبة بمريول يحتوي تغييرات بسيطة، سنقبل به، أما إذا احتوى تغييرات صارخة لن نقبل به”.
وكشف أبو حسنة، أن الدراسة في مدارسهم ستبدأ في موعدها المقرر في 25 آب/ أغسطس، وسيتم استيعاب 282 ألف طالب في 276 مدرسة، مؤكداً أن الأونروا أكملت استعداداتها تماماً لبدء العام الدراسي المُقبل.
المصدر “النجاح الاخباري”