لماذا علينا أن نفكر بعيدا عن الكفاح المسلح الان، وهذا بالمناسبة أصبح نتيجة حتمية وليس خيارا.
حـ.ماس يا عزيزي كانت في حقبة ذهبية لها بعد العام 2007، جهزت من العدة والعتاد خلالها ما لن تستطيع تكراره في قادم السنوات، وشاهدنا في هذه الإبادة تأثير هذه العدة وزد عليها عدة وعتاد الحلفاء، فما هي النتيجة التي حصلنا عليها !!
دعوني أشدد على أن وجود قوة عسكرية حقيقية مؤثرة بيد الفلسطيني يسعدنا جميعا ومجنون من يقول غير ذلك، لكن الحقيقة القاسية هي أن امتلاك هذه القوة الفاعلة اليوم بات شبه مستحيل، ليس فقط بسبب الحصار والملاحقة، بل لأن المعادلة الإقليمية والدولية تغيرت بالكامل.
وعليه فإننا الآن أمام سيناريوهين اثنين، الأول تكرار ذات التجربة والوصول إلى ذات النتائج وذات الدماء والدمار، وهو بالمناسبة غير منطقي؛ فالاحتلال لن يعيد لحماس تلك الفترة الذهبية التي عاشتها.
أما السيناريو الثاني فهو العمل على تعزيز الزخم الدبلوماسي الدائر حول القضية الفلسطينية، من خلال وحدة وطنية حقيقية بحكومة كفاءات جامعة وغير فاسدة تعزز صمود الفلسطيني وتعيد له حقوقه.
إن التحول من السلاح إلى السياسة ليس تنازلًا، بل ذكاء سياسي واستيعاب للتغيرات. فالقضية الفلسطينية تحتاج اليوم إلى عقل استراتيجي أكثر من حاجتها إلى البندقية، وإلى مشروع وطني جامع أكثر من حاجتها إلى معركة جديدة بلا أفق.
لقد أثبتت التجارب أن الاحتلال لا يُهزم فقط بالسلاح، بل يُحاصر بالوعي، ويُفكك بالوحدة، ويُهزم بالسياسة الذكية التي تُبقي القضية حية في الضمير العالمي. وهذا هو، برأيي، الكفاح الحقيقي في زمن الخسارات الثقيلة.
رئيس التحرير: محمد جبريل





