دراسة تكشف آلية جديدة لتحفيز نمو الشعر بعد التساقط

كازم كازم30 أكتوبر 2025
دراسة تكشف آلية جديدة لتحفيز نمو الشعر بعد التساقط

يُعد تساقط الشعر من أكثر الظواهر شيوعاً التي تشغل اهتمام الأطباء والباحثين في مجالات الطب التجميلي وعلم الأحياء الخلوية، إذ لا تزال آليات نمو الشعر الطبيعي وطرق تحفيز بصيلاته محل دراسة مستمرة حول العالم.

ورغم أن فروة الرأس لدى المصابين بالصلع تحتوي عادة على بصيلات شعر سليمة، إلا أن هذه البصيلات تكون في حالة خمول وظيفي، ما يؤدي إلى إنتاج شعر ضعيف ورقيق يتوقف عن النمو تدريجياً. وتشير أبحاث سابقة إلى أن هذه البصيلات تضم خلايا جذعية خاملة يمكن نظرياً إعادة تنشيطها لإعادة نمو الشعر.

في هذا الإطار، أجرى فريق بحثي من جامعة تايوان الوطنية بالتعاون مع علماء من تايوان والولايات المتحدة دراسة متقدمة لفهم العلاقة بين الخلايا الدهنية في الجلد والخلايا الجذعية المسؤولة عن بصيلات الشعر، بهدف تحديد الدور الحيوي الذي قد تلعبه الأنسجة الدهنية في تجدد الشعر بعد الإصابات أو الالتهابات.

ووفقاً لما أورده موقع “ميديكال إكسبريس” (Medical Xpress)، فقد ربطت دراسات سابقة بين الالتهاب الخفيف الناتج عن إصابات الجلد وتحفيز نمو الشعر، غير أن الدور الدقيق للخلايا الدهنية في هذه العملية ظل غير واضح.

تفاصيل الدراسة

اعتمد الباحثون على نماذج فئران تجريبية تعرضت لإصابات جلدية متعددة، شملت التهيج الموضعي بمادة كبريتات دوديسيل الصوديوم (SDS) والإصابة بالليزر، وذلك لمتابعة التغيرات الخلوية والجزيئية التي تحدث في الجلد والأنسجة المحيطة ببصيلات الشعر.

وتركّزت التجارب على إناث الفئران في اليوم التاسع والأربعين بعد الولادة، وهي مرحلة معروفة باسم مرحلة الراحة (التيلوجين)، التي تستمر نحو ستة أسابيع قبل دخول دورة نمو جديدة.

واستخدم الفريق البحثي تقنيات تحليل متقدمة مثل الفحص النسيجي، ووسم EdU، واختبارات الدهون، والتلوين المناعي، والتحليل النسخي المكاني والكمي لتتبع مسارات التغير في الخلايا الدهنية والأنسجة الجلدية.

النتائج الرئيسة

أظهر التحفيز الكيميائي بمادة SDS احمراراً وتقشّراً في الجلد، تلاه نمو شعر جديد بعد عدة أيام.

شهدت الدهون البيضاء تحت الجلد تحللاً نشطاً تمثل بانكماش قطرات الدهون وانخفاض الدهون الثلاثية، مع ارتفاع مستويات الأحماض الدهنية الحرة والبروتين PLIN1 المفسفر.

عند تثبيط إنزيم ATGL المسؤول عن بدء تحلل الدهون، توقف نمو الشعر تماماً، ما يؤكد أهمية هذه العملية في إعادة تنشيط البصيلات.

كما بينت الدراسة أن الخلايا البلعمية (macrophages) كانت العنصر الرئيس في تحفيز تحلل الدهون، إذ تسللت إلى الأنسجة الدهنية الجلدية ونقلت إشارات الالتهاب إلى الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر، ما أدى إلى تنشيطها من جديد.

وفي خطوة لافتة، أظهر الباحثون أن التطبيق الموضعي للأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة عزّز من نمو الشعر لدى الفئران، وهو ما يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة محتملة لتساقط الشعر والصلع.

آفاق مستقبلية

تسلّط هذه النتائج الضوء على العلاقة المعقدة بين الأنسجة الدهنية والخلايا الجذعية، وتدعم فرضية أن تحفيز التفاعلات الأيضية في الجلد يمكن أن يكون طريقاً واعداً لاستعادة نمو الشعر الطبيعي. ويرى الباحثون أن هذه الدراسة قد تمهد لتطوير مستحضرات علاجية موضعية تعتمد على الأحماض الدهنية أو محفزات أيضية لإعادة تنشيط بصيلات الشعر الخاملة

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.