في ظلّ الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، تزايدت في الأيام الأخيرة تساؤلات المواطنين حول “رابط التسجيل في المساعدات المالية” التي تقدمها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وسط تداول واسع لروابط ومنشورات غير مؤكدة المصدر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال متابعة فريقنا الإعلامي للمعلومات المتداولة، تم التواصل مباشرة مع منظمة اليونيسف الدولية عبر رقم الواتساب الرسمي الذي أطلقته للتواصل مع المواطنين، بغرض التأكد من وجود رابط رسمي للتسجيل في المساعدات المالية. وجاء ردّ المنظمة واضحًا، حيث قالت:
“نحن نقدم فقط خدمات الدعم النفسي والطبي والقانوني المجاني عبر الهاتف رقم (164)، وللحصول على مساعدة مالية أو سلة غذائية يُرجى الاتصال بالرقم المجاني (1800124126)”.
ويشير هذا الرد إلى أن اليونيسف لا تتيح في الوقت الحالي أي نموذج إلكتروني أو رابط مباشر للتسجيل عبر الإنترنت، وإنما تعتمد على قنوات اتصال هاتفية لتقديم الدعم للأسر المحتاجة أو إحالتها إلى البرامج المعتمدة لديها.
برامج الدعم المالي التابعة لليونيسف
تُعدّ المساعدات النقدية أحد أبرز البرامج الإنسانية التي تنفذها المنظمة ضمن إطار “التحويلات النقدية الطارئة”، وهي وسيلة لدعم الأسر المتضررة وتمكينها من تلبية احتياجاتها الأساسية. وتشير تقارير رسمية صادرة عن اليونيسف إلى أن “أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يتلقون مساعدات نقدية ضمن برامجها الإنسانية المستمرة”.
وتعمل المنظمة بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين لتوصيل الدعم إلى العائلات الأكثر تضررًا من النزاعات والظروف المعيشية الصعبة. كما أن تنفيذ هذه البرامج غالبًا ما يتم من خلال آليات تحقق دقيقة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، وهو ما يفسر عدم وجود رابط تسجيل إلكتروني مفتوح للجميع في الوقت الراهن.
التحذير من الروابط المضللة
وأكدت مصادر في اليونيسف أن أي رابط إلكتروني يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي باسم المنظمة يجب التعامل معه بحذر، إذ تنتشر بين الحين والآخر روابط وهمية تهدف إلى جمع بيانات شخصية أو مالية من المواطنين بحجة “التسجيل في مساعدات اليونيسف”.
وشددت المنظمة على ضرورة اعتماد القنوات الرسمية فقط، والمتمثلة في:
الرقم المجاني 1800124126: لطلب المساعدة المالية أو السلة الغذائية.
الرقم 164: لتلقي الدعم النفسي والطبي والقانوني.
دعوة للتواصل عبر القنوات الرسمية
وفي ضوء هذا التوضيح، تُوصي الجهات الإعلامية والأسر الفلسطينية بالتحقق دائمًا من صحة أي إعلان قبل تداوله أو إدخال بيانات شخصية عبر روابط غير موثوقة. كما دعت اليونيسف المواطنين إلى التواصل فقط عبر الأرقام الرسمية التي خصصتها لخدمات الدعم، مؤكدة استمرارها في تنفيذ برامجها الإنسانية والإغاثية في قطاع غزة بالتعاون مع شركائها المحليين.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه غزة أوضاعًا معيشية وإنسانية متدهورة جراء الحرب المستمرة، ما جعل مؤسسات الأمم المتحدة، ومن ضمنها اليونيسف، تكثّف جهودها لدعم الأسر الفقيرة والأطفال والنساء عبر برامج المساعدات النقدية والخدمات الأساسية.





