من هي جيسيكا رادكليف على ويكيبيديا ؟

كازم كازم29 أكتوبر 2025
من هي جيسيكا رادكليف على ويكيبيديا ؟
من هي جيسيكا رادكليف على ويكيبيديا ؟

شهدت الساعات الأخيرة ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار فيديو صادم يُظهر ما قيل إنها مدرّبة حيوانات بحرية تدعى جيسيكا رادكليف تتعرض لهجوم عنيف من حوت قاتل (أوركا) أثناء عرض مائي أمام الجمهور. المقطع، الذي انتشر على نطاق واسع عبر منصات “تيك توك” و”إكس” و”يوتيوب”، أثار صدمة لدى ملايين المستخدمين، وسط موجة من التساؤلات حول حقيقة الحادثة وهوية المرأة التي ظهرت في الفيديو.

غير أن تقارير إعلامية موثوقة صادرة عن مواقع مثل NDTV وLiveMint وFirstPost خلال الساعات الماضية، أكدت أن الفيديو ليس حقيقيًا، وأنه من إنتاج رقمي باستخدام الذكاء الاصطناعي، ولا توجد أي أدلة تشير إلى وقوع حادث مشابه في أي منشأة بحرية حول العالم.

القصة التي خدعت الملايين

يُظهر الفيديو المزعوم امرأة ترتدي زيًّا مخصصًا لتدريب الحيتان وهي تقف على منصة داخل مسبح مائي ضخم، قبل أن يقوم حوت أوركا بالانقضاض عليها وسحبها إلى الأعماق وسط صراخ الجمهور. المقطع بدا واقعيًا لدرجة كبيرة، ما جعل كثيرين يصدقون أنه حادث مأساوي جديد داخل أحد المنتزهات البحرية.

لكن عند التحقق من اللقطات، أوضح محللو المحتوى الرقمي أن المشاهد تحمل علامات واضحة على التلاعب البصري، منها حركة الماء غير الطبيعية وتقطّع الظلال حول جسد المرأة، وهي مؤشرات تدل على أن الفيديو مُنتج باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي (AI-Generated Video).

إضافة إلى ذلك، لا توجد أي سجلات رسمية أو تقارير من مؤسسات بحرية حول مدرّبة تحمل اسم جيسيكا رادكليف، كما لم تعلن أي جهة عن وقوع حادث مشابه خلال العام الجاري.

تحقيقات وتفنيد رسمي

أشارت تقارير إعلامية حديثة إلى أن الجهات المسؤولة عن التحقق من المعلومات في عدد من الدول، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، قامت بمراجعة مقاطع الفيديو المنتشرة، وتوصّلت إلى نتيجة واحدة: الواقعة مختلقة بالكامل.

كما كشف موقع FirstPost في تقريره أن المقطع مأخوذ من لقطات أرشيفية قديمة لعرض مائي في تسعينيات القرن الماضي، أُعيد تركيبها وإضافة تفاصيل رقمية جديدة عليها باستخدام الذكاء الاصطناعي، مع اختلاق اسم “جيسيكا رادكليف” لزيادة مصداقية القصة.

من جهتها، أشارت تحليلات موقع NDTV إلى أن القصة تم تضخيمها عبر حسابات مجهولة الهوية على منصة “تيك توك”، حيث جرى تداولها على نطاق واسع خلال ساعات قليلة، مستفيدة من حساسية القصص التي تتعلق بالحيوانات البرية وحوادثها مع البشر.

خبراء يحذرون

أكد خبراء في الإعلام الرقمي أن ما جرى مع قصة جيسيكا رادكليف هو مثال واضح على خطورة المحتوى المصنوع بالذكاء الاصطناعي، إذ يمكنه محاكاة الواقع بدقة عالية إلى درجة يصعب فيها على المشاهد العادي التمييز بين الحقيقة والتزييف. وأشار محللون إلى أن مثل هذه المقاطع قد تُستخدم في حملات تضليل إعلامي أو لجذب المشاهدات فقط، وهو ما يجعلها تهديدًا لموثوقية المعلومات على الإنترنت.

بعد مراجعة كل الأدلة والمصادر، تؤكد التحقيقات أن جيسيكا رادكليف لا وجود لها في الواقع، وأن الفيديو المنتشر ليس إلا خدعة رقمية متقنة صُنعت باستخدام الذكاء الاصطناعي. ويحذر الخبراء الجمهور من إعادة نشر أو مشاركة مثل هذه المقاطع دون التحقق من مصدرها، خاصة تلك التي تحمل طابعًا مأساويًا أو مثيرًا، لأن انتشارها يسهم في تضليل المستخدمين ويضعف مصداقية الأخبار الحقيقية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.