تُعد رفة العين من الظواهر الجسدية الشائعة التي تصيب الكثيرين دون سابق إنذار، حيث يشعر الشخص باهتزاز أو حركة متكررة في الجفن، سواء في العين اليمنى أو اليسرى. وفي حين يربط البعض هذه الحالة بمعتقدات دينية أو رموز غيبية، فإن الإسلام يدعو إلى التحقق من الأسباب العلمية وعدم الانسياق وراء الخرافات.
رفة العين اليمنى في الإسلام
لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية أي نص صريح يشير إلى أن رفة العين اليمنى أو اليسرى تحمل دلالة معينة، سواء على خير أو شر. ويؤكد العلماء أن الإسلام لا يعتمد على التطيّر أو التفاؤل والتشاؤم من الظواهر الجسدية، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح.” (رواه مسلم)
ويُستدل من هذا الحديث أن الإسلام يدعو إلى الابتعاد عن الظنون غير المبنية على دليل شرعي، وأن ما يصيب الإنسان من حركات جسدية أو أمراض لا يُعدّ علامة على الحظ أو القدر.
الاعتقاد الشعبي حول رفة العين اليمنى
رغم غياب الدليل الشرعي، تنتشر بين الشعوب العربية بعض المعتقدات القديمة التي تربط رفة العين اليمنى بالبشرى أو الخير، ورفة العين اليسرى بالحزن أو خبر سيئ. ويرجع أصل هذه المعتقدات إلى العصور القديمة، حيث كانت بعض الثقافات تعتبر أن حركة العين قد تنبّه الإنسان لأحداث قادمة، لكنها لا تمتّ للحقائق العلمية أو الدينية بصلة.
التفسير العلمي لرفة العين
من الناحية الطبية، تُعرف رفة العين باسم تشنّج الجفن أو Myokymia، وهي حركة لا إرادية تحدث نتيجة لأسباب متعددة، منها:
- الإجهاد وقلة النوم.
- الضغط النفسي أو القلق المستمر.
- الإفراط في تناول الكافيين.
- جفاف العين أو التعرض الطويل للشاشات.
- نقص بعض المعادن مثل المغنيسيوم.
ويشير الأطباء إلى أن هذه الحالة عادةً غير خطيرة وتزول تلقائياً خلال أيام قليلة، لكنها قد تتطلب استشارة طبيب في حال استمرارها لفترة طويلة أو مصاحبتها لأعراض أخرى.
تؤكد الشريعة الإسلامية أن رفة العين اليمنى لا تحمل أي معنى غيبي أو دلالة قدرية، وأن التفسير الصحيح لهذه الظاهرة يكون طبيًا لا دينيًا. فالإسلام يدعو إلى التوكل على الله والأخذ بالأسباب العلمية في فهم ما يحدث للجسم، بعيدًا عن المعتقدات الموروثة التي لا أصل لها. ويبقى الأفضل عند حدوث رفة العين المتكررة هو الراحة، وتقليل التوتر، ومراجعة الطبيب عند الحاجة، مع الإيمان بأن كل ما يصيب الإنسان هو بقدر الله تعالى وحكمته.
