تحضير نص خصائص مجتمع المعرفة ومقوماته للكاتب احمد ابو زيد

كازم كازم15 أكتوبر 2025
تحضير نص خصائص مجتمع المعرفة ومقوماته للكاتب احمد ابو زيد
تحضير نص خصائص مجتمع المعرفة ومقوماته للكاتب احمد ابو زيد

يعد نص “خصائص مجتمع المعرفة ومقوماته” للكاتب والمفكر أحمد أبو زيد ثمن النصوص المقررة في مادة اللغة العربية بمستوى الثانية باك علوم فيزيائية، ضمن كتاب منار اللغة العربية (الصفحتان 25 و26)، حيث يشكل هذا النص نموذجًا فكريًا متكاملًا يربط بين المعرفة، والإبداع، والتنمية في سياق بناء المجتمعات الحديثة. ويهدف النص إلى تعريف المتعلمين بمفهوم مجتمع المعرفة، وخصائصه المميزة، والمقومات التي تضمن استمراره وفعاليته في عالم متغير تقوده التكنولوجيا والاقتصاد المعرفي.

ولد أحمد أبو زيد في مدينة الإسكندرية في أوائل العشرينات من القرن الماضي، وتلقى تعليمه في جامعتي الإسكندرية وأوكسفورد، وعمل أستاذًا في الأنثروبولوجيا وخبيرًا في مكتب العمل الدولي بجنيف. يُعتبر أحد أبرز المفكرين العرب في قضايا التنمية والمجتمع، وقد أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات، منها: “المفهومات” و*“الأنساق”* و*“المعرفة وصناعة المستقبل”*، وهو الكتاب الذي اقتُطع منه هذا النص القيم.

تحضير نص خصائص مجتمع المعرفة ومقوماته للكاتب احمد ابو زيد من هنا

ينطلق الكاتب من فكرة أساسية مفادها أن مجتمع المعرفة هو المجتمع الذي يعتمد على إنتاج المعرفة وتسويقها كمصدر أساسي للإنتاج والثراء، بدلًا من الاقتصار على الأنشطة الصناعية أو التجارية التقليدية. فالاقتصاد في هذا المجتمع لم يعد قائمًا على المواد الخام أو اليد العاملة فقط، بل أصبح يقوم على رأس المال المعرفي، أي قدرة الأفراد والمؤسسات على إنتاج الأفكار والمعلومات وتطبيقها وتسويقها. ومن هذا المنطلق، أصبحت المعرفة عنصرًا استراتيجيًا يوازي في أهميته النفط والموارد الطبيعية، بل يتفوق عليها في التأثير على التنمية والهيمنة الاقتصادية.

ويشير الكاتب إلى أن قيام مجتمع المعرفة يستند إلى عدة عوامل أساسية، أهمها: المعرفة والإبداع والتعليم عالي الجودة. فالمعرفة تمثل الأساس الذي تُبنى عليه النهضة، والإبداع هو القوة التي تدفعها نحو التجديد والتطوير. كما يؤكد على أن الأنشطة الاقتصادية الجديدة في هذا المجتمع تعتمد على أدوات وأساليب مبتكرة، وتحتاج إلى تعليم متطور يؤهل الأفراد لتقديم خدمات لم تكن متاحة سابقًا لمجتمعات أو مناطق أو أفراد.

ومن أبرز العلامات الدالة على قيام مجتمع المعرفة، كما يوضح النص، هي الاهتمام بالبحث العلمي والتنمية المستدامة، والاعتماد على الحواسيب والإنترنت في إنتاج المعرفة وتبادلها، إضافة إلى القدرة التنافسية العالية في المجال المعرفي على المستوى العالمي. وفي هذا الإطار، تصبح المعرفة المعيار الجديد لتقييم السلع والخدمات، حيث تُقاس قيمة المنتج بقدر ما يحتويه من معرفة تكنولوجية أو فكرية أُنتجت لتطويره.

ويرى أحمد أبو زيد أن إنتاج المعرفة وتسويقها أصبح مصدرًا اقتصاديًا رئيسيًا يحمل في طياته بذور السيطرة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لأن المجتمعات القادرة على إنتاج المعرفة تملك أدوات التأثير في غيرها من المجتمعات التي تظل مستهلكة لها. ولهذا يؤكد الكاتب على ضرورة تطوير التعليم والتكوين في مجالات المعلومات والتكنولوجيا، حتى يتمكن الإنسان من الإسهام بفعالية في بناء مجتمع معرفي متكامل.

ويعتمد الكاتب في صياغة نصه على لغة تقريرية وخبرية دقيقة خالية من الأساليب الإنشائية، بهدف نقل المعلومة بوضوح وموضوعية. كما يوظف أسلوب المقارنة لتقريب المفهوم إلى القارئ، إذ يميز بين مجتمع المعلومات الذي يقتصر على استخدام التكنولوجيا، ومجتمع المعرفة الذي يتجاوز ذلك إلى إنتاج المعرفة ذاتها.

ويخلص النص إلى أن مجتمع المعرفة هو مجتمع المستقبل، حيث تصبح المعرفة المورد الأهم، والتعليم والإبداع الركيزة الأساسية. إنه المجتمع الذي يجعل من الإنسان محور التنمية، ومن الفكر والإنتاج المعرفي وسيلة لتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.