كيف مات صالح الجعفراوي في غزة؟ تفاصيل مقتل الصحفي الفلسطيني

كازم كازم13 أكتوبر 2025
كيف مات صالح الجعفراوي في غزة؟ تفاصيل مقتل الصحفي الفلسطيني
كيف مات صالح الجعفراوي في غزة؟ تفاصيل مقتل الصحفي الفلسطيني

أثار مقتل الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي في قطاع غزة موجة واسعة من الحزن والغضب في الأوساط الإعلامية والشعبية، بعد الإعلان عن وفاته مساء الأحد 12 تشرين الأول/أكتوبر 2025، في ظروف غامضة تزامنت مع تصاعد التوترات الأمنية الداخلية عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وأكدت مصادر محلية في مدينة غزة أن الجعفراوي، الذي عُرف بتغطيته الميدانية المكثفة للأحداث الإنسانية خلال الحرب الأخيرة، قُتل برصاص مسلحين مجهولين في حي الصبرة جنوب المدينة أثناء قيامه بتصوير مشاهد ميدانية توثق الأوضاع بعد وقف إطلاق النار. وذكرت المصادر أن الصحفي تلقى نحو سبع رصاصات في مناطق متفرقة من جسده، ما أدى إلى وفاته على الفور، قبل أن يُنقل جثمانه إلى مستشفى الشفاء القريب من مكان الحادث.

وأفادت تقارير إعلامية متقاطعة أن الحادث وقع في وقت كانت قوات الأمن المحلية تنفذ عمليات ملاحقة لعناصر مسلحة يشتبه بتورطها في أعمال فوضى أو تعاون مع جهات خارجية، مشيرةً إلى أن الجعفراوي كان متواجدًا في المنطقة لتغطية الأحداث، قبل أن ينقطع الاتصال به لساعات، إلى أن تم العثور عليه جثة هامدة.

ويُعد صالح الجعفراوي من أبرز الصحفيين الشباب الذين لمع اسمهم خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عامي 2023 – 2025، حيث وثّق عبر تقاريره ومقاطع الفيديو معاناة المدنيين في مخيمات النزوح والمستشفيات، ونقل صورة الواقع الميداني للعالم بأسلوب إنساني مؤثر. وقد حظيت تغطيته بانتشار واسع على منصات التواصل الاجتماعي، مما جعله أحد أبرز الأصوات الإعلامية في غزة خلال الحرب.

وأدان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين ومؤسسات حقوق الإنسان في بيانات منفصلة اغتيال الصحفي صالح الجعفراوي، وطالبوا بفتح تحقيق عاجل وشفاف للكشف عن ملابسات الحادث وتقديم الجناة للعدالة، مؤكدين أن استهداف الصحفيين يمثل “اعتداءً خطيرًا على حرية الإعلام وحق المجتمع في المعرفة”.

كما أصدرت وزارة الداخلية في غزة بيانًا مقتضبًا أكدت فيه فتح تحقيق رسمي في الحادث، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول هوية الجناة أو دوافع الجريمة، مشيرة إلى أن فرق الأمن الميدانية تعمل على جمع الأدلة ومراجعة كاميرات المراقبة في المنطقة.

ولاقى نبأ مقتل الجعفراوي تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نعاه آلاف الصحفيين والنشطاء والنازحين الذين وثق معاناتهم خلال الحرب، مستخدمين وسم #الصحفي_صالح_الجعفراوي، مؤكدين أن رحيله خسارة كبيرة للإعلام الفلسطيني الحر.

من جهته، دعا رئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر إلى توفير حماية ميدانية أكبر للصحفيين في غزة، لا سيما بعد مقتل أكثر من 150 صحفيًا خلال الحرب الأخيرة، معتبرًا أن استهداف الإعلاميين بعد انتهاء الحرب “يشكل خطرًا على الحقيقة وعلى الوعي الجمعي الفلسطيني”.

ويُنتظر أن تُشيع جثمان الجعفراوي اليوم الاثنين في مدينة غزة بمشاركة واسعة من الصحفيين والمؤسسات الإعلامية وأهالي القطاع، وسط مطالبات بتكريم ذكراه وإطلاق اسمه على أحد المراكز الصحفية تكريمًا لدوره في نقل الحقيقة.

وبينما لا تزال ملابسات مقتل الصحفي صالح الجعفراوي قيد التحقيق، يتفق المتابعون على أن الحادث يمثل صدمة جديدة للإعلام الفلسطيني، الذي خسر خلال العامين الماضيين نخبة من أبرز كوادره في الميدان، ويؤكد الحاجة الماسة لضمان بيئة آمنة لحرية الصحافة في غزة بعد الحرب.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.