بالأرقام.. غزة تتكبد خسائر اقتصادية فادحة بسبب الحرب

كازم كازم13 أكتوبر 2025
بالأرقام.. غزة تتكبد خسائر اقتصادية فادحة بسبب الحرب
بالأرقام.. غزة تتكبد خسائر اقتصادية فادحة بسبب الحرب

أكد الخبير الاقتصادي ماهر الطباع أن قطاع غزة يواجه واحدة من أشد الكوارث الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية في تاريخه الحديث، عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع في تشرين الأول/ أكتوبر 2025، والتي استمرت عامين متواصلين وخلفت دمارًا واسعًا شمل مختلف جوانب الحياة.

وأوضح الطباع، في مقال نشره عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، أن الحرب تسببت في تدمير نحو 400 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، إلى جانب تضرر أكثر من 85% من المنشآت الاقتصادية، بما في ذلك المحال التجارية والمصانع والمخازن والشركات. وأشار إلى أن حجم الدمار طال البنية التحتية الأساسية بشكل غير مسبوق، ما جعل القطاع يواجه تحديًا هائلًا في جهود الإعمار والتعافي.

وأضاف أن شبكات الطرق والبنية التحتية للنقل تعرضت لتدمير يفوق ثلاثة ملايين متر طولي من الطرق، مما أدى إلى شلل شبه تام في الحركة التجارية والمدنية داخل القطاع. كما تم تدمير 725 بئر مياه، وتعطلت 85% من مرافق المياه والصرف الصحي، في حين دُمرت 5080 كيلومترًا من خطوط ومحولات الكهرباء، وتوقفت معظم شبكات الاتصالات الأرضية والهوائية، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على الخدمات الأساسية للسكان.

وفي الجانب الزراعي والبحري، أوضح الطباع أن 94% من الأراضي الزراعية تضررت بفعل القصف والتجريف، فيما دُمرت بالكامل مناطق الصيد وقوارب الصيادين، مما أدى إلى انهيار شبه كامل لهذين القطاعين الحيويين اللذين يشكلان مصدر رزق لآلاف الأسر الغزية.

وأشار إلى أن القطاع التعليمي لم يسلم من الدمار، إذ تضررت 95% من المدارس و165 مؤسسة تعليمية بين جامعات ومدارس تم تدميرها كليًا، ما أدى إلى انقطاع التعليم لمئات آلاف الطلبة وتهديد مستقبل أجيال كاملة.

وقدر الطباع حجم الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي تكبدها قطاع غزة خلال الحرب بما يزيد على 70 مليار دولار أمريكي، مؤكدًا أن هذه الحرب “محَت أكثر من سبعين عامًا من التقدم التنموي” الذي تحقق تدريجيًا منذ منتصف القرن الماضي. كما أشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي (GDP) شهد انكماشًا تاريخيًا تراوح بين 45% و60%، وهو الأشد منذ فرض الحصار عام 2007.

وفي ظل هذا الانهيار الاقتصادي، تجاوزت نسبة البطالة 80%، مع فقدان ما بين 200 و220 ألف وظيفة بشكل كلي أو جزئي، أي ما يعادل أكثر من ثلاثة أرباع القوى العاملة في القطاع.

أما من الناحية الإنسانية، فقد أصبحت تسعة من كل عشرة أسر في غزة تحت خط الفقر، بينما يعيش أكثر من 75% من السكان تحت خط الفقر المدقع (أقل من 1.90 دولار يوميًا للفرد). ويعتمد نحو 90% من سكان القطاع على المساعدات الإنسانية التي تقدمها مؤسسات الإغاثة الدولية لتأمين احتياجاتهم الأساسية.

ووفقًا لتقارير صادرة عن وكالة الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، فإن نحو 1.9 مليون شخص من أصل 2.3 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة، في حين يعاني 495 ألف شخص، أي ما نسبته 22% من إجمالي السكان، من انعدامٍ كارثي للأمن الغذائي.

وأشار الطباع إلى أن الوضع الراهن في غزة يتطلب تدخلاً دوليًا عاجلًا لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة، وإنعاش الاقتصاد المحلي، وضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن إعادة إعمار القطاع ستكون “مهمة شاقة قد تستغرق سنوات طويلة”.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.