تكثر التساؤلات بين طلاب اللغة العربية وعشاق العلوم اللغوية حول صحة عبارة تقول: “لفظ يعبر عن رقم يختلف لفظه تذكيرًا أو تأنيثًا”، وهو ما يثير جدلًا بين من يعتبرها صحيحة ومن ينكرها. للتحقق من صحة هذا القول، نوضح الرأي اللغوي الموثوق.
لفظ يعبر عن رقم يختلف لفظه تذكيرًا أو تأنيثًا (صواب)
أكد علماء اللغة العربية أن الأرقام من واحد إلى عشرة تتأثر بالتذكير والتأنيث بحسب الاسم الذي يعددونه، ما يعني أن لفظ الرقم قد يختلف حسب جنس الموصوف. على سبيل المثال:
الرقم واحد: يُقال “واحد كتاب” (مذكر) و”واحدة سيارة” (مؤنث).
الرقم اثنان: “اثنان رجال” (مذكر) و”اثنتان سيدات” (مؤنث).
الأرقام ثلاثة إلى عشرة: يتغير الاسم المصاحب لها بحسب التذكير والتأنيث وفق قواعد النحو العربي.
وهكذا، يُظهر هذا التغير أن اللفظ يتأثر بجنس الموصوف، ويأتي مطابقًا لقواعد الإعراب العربي التقليدي. وفقًا للقواعد النحوية، الأرقام تتخذ صيغًا مختلفة لتتماشى مع الجنس، سواء كان مذكرًا أو مؤنثًا، وهذا ما يثبت صحة العبارة بشكل عام.
ويشير المختصون في علوم اللغة العربية إلى أن هذا الأمر لا يقتصر على الأرقام من واحد إلى عشرة فقط، بل يمتد إلى بعض الأعداد المركبة، إذ يراعى فيها جنس الموصوف في لفظ العدد عند النطق أو الكتابة، بما يتوافق مع قواعد الإعراب والتذكير والتأنيث.
كما ينوه اللغويون إلى أن فهم هذه القواعد مهم جدًا لطلاب المدارس، ودارسي اللغة العربية كلغة أم أو لغة ثانية، إذ يسهم في تحسين الكتابة الصحيحة والنطق السليم للأرقام وفق السياق، وتجنب الأخطاء الشائعة التي قد تقع عند استخدام الأعداد مع المذكر أو المؤنث.
وعليه، يمكن تصنيف عبارة “لفظ يعبر عن رقم يختلف لفظه تذكيرًا أو تأنيثًا” على أنها صواب لغويًا، إذ تدعمها القواعد النحوية الموثوقة والمراجع العربية المعتمدة مثل كتاب النحو الواضح لابن هشام وشرح ألفية ابن مالك.
ويُعتبر هذا التمييز بين المذكر والمؤنث في الأرقام من جوانب جمال ودقة اللغة العربية، التي تبرز مرونتها وقدرتها على التعبير بدقة عن التفاصيل المختلفة في المعاني والمواقف.
وفي الختام، ينصح خبراء اللغة العربية بتعليم الأطفال منذ الصغر التمييز بين المذكر والمؤنث عند الأعداد، لضمان استخدام صحيح ورفع مستوى اللغة المنطوقة والمكتوبة، وهو ما يعزز فهم القواعد النحوية الأساسية ويساعد على التواصل بفعالية في جميع المجالات الأكاديمية واليومية.