يُعد الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 عامًا أحد أبرز أزمات الشرق الأوسط الإنسانية، حيث تعاني أكثر من مليوني نسمة من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود. على مر السنوات الماضية، حاولت عدة أساطيل دولية كسر هذا الحصار وإيصال المساعدات مباشرة، إلا أن معظمها تعرض لعمليات اعتراض أو هجوم من قبل القوات الإسرائيلية، كما حصل مع “أسطول الحرية” و”سفينة مادلين” في حوادث سابقة أثارت جدلاً واسعًا.
أعلن أسطول الصمود العالمي، وهو تحرك دولي يضم عشرات النشطاء، أن نحو 20 طائرة مسيرة إسرائيلية تحلق فوق سفنه المتوجهة إلى غزة. ويضم الأسطول ما يقارب 50 سفينة تحمل على متنها أكثر من 500 ناشط مؤيد للفلسطينيين من 40 دولة مختلفة، في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع.
وأكد القائمون على الحملة أن سفنهم دخلت رسميًا “منطقة عالية الخطورة”، وهي المنطقة نفسها التي تعرضت فيها أساطيل سابقة للهجوم، ما يزيد من احتمالية مواجهة اعتراض عسكري خلال الساعات القادمة.
قالت ياسمين أجار، عضو إدارة الأسطول، إن الطائرات المسيرة اقتربت بشكل كبير من السفن، مشيرةً إلى أن الوضع الحالي يذكرهم بما واجهته سفينة مادلين حين اعترضتها القوات الإسرائيلية في محاولة سابقة.
وأضافت أجار: “يحاولون التشويش علينا نفسيًا، ونتوقع أن نتعرض لهجوم أو لاعتراض سفينتنا الليلة”، في إشارة واضحة إلى حالة الترقب التي يعيشها المشاركون في الحملة.
من المتوقع وصول أسطول الصمود إلى شواطئ غزة خلال 24 ساعة المقبلة، بعدما تجاوزت بعض سفنه في الساعات الماضية السواحل الشمالية للإسكندرية في مصر. ويرى مراقبون أن نجاح هذه المحاولة سيشكل حدثًا تاريخيًا جديدًا يسلط الضوء على الوضع الإنساني المتدهور في القطاع، فيما يتخوف آخرون من أن يلقى المصير ذاته الذي لاقته الأساطيل السابقة.
يمثل هذا التحرك خطوة رمزية قوية في مواجهة الحصار الإسرائيلي، إذ يشارك فيه ناشطون من خلفيات سياسية وحقوقية ودينية متنوعة، مما يمنحه طابعًا دوليًا يهدف إلى حشد التضامن العالمي مع الفلسطينيين. كما يُتوقع أن يعيد الملف الإنساني لغزة إلى صدارة الاهتمام الإعلامي والدبلوماسي خلال الأيام المقبلة.