بعد خطة ترامب.. كيف سيكون شكل الحكم في “اليوم التالي” لحرب غزة؟

كازم كازم30 سبتمبر 2025
بعد خطة ترامب.. كيف سيكون شكل الحكم في "اليوم التالي" لحرب غزة؟
بعد خطة ترامب.. كيف سيكون شكل الحكم في "اليوم التالي" لحرب غزة؟

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن خطة سياسية تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتتضمن تشكيل لجنة انتقالية فلسطينية للإشراف على إدارة شؤون القطاع مؤقتًا، وذلك لحين تحقيق السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي. ووفقًا للخطة، سيتم إنشاء لجنة فلسطينية تكنوقراطية تتولى إدارة الخدمات العامة والبلديات في غزة، تحت إشراف هيئة دولية تعرف بـ”مجلس السلام”، والذي سيرأسه ترامب، ويشمل من بين أعضائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير.

اللجنة التكنوقراطية: دورها والمهام

تتألف اللجنة التكنوقراطية من خبراء فلسطينيين ودوليين، وستعمل على إدارة القطاعات الحيوية في غزة مثل تقديم المساعدات الإغاثية، إعادة بناء المنازل المدمرة، إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي، وتوفير البنية التحتية المؤقتة. إضافة إلى ذلك، ستسهم اللجنة في تخفيف الأزمة الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين، وستحظى بدعم دولي مستمر لتوفير التمويل والاتصالات اللازمة لإعادة إعمار القطاع.

المرحلة الانتقالية: التعافي المبكر والإعمار

تتضمن خطة ترامب مرحلة انتقالية تُسمى “التعافي المبكر”، حيث سيتم ترتيب الأوضاع الاجتماعية والإنسانية في القطاع، وتوفير الأمن والنظام. في هذه المرحلة، سيتم نشر قوات عربية جنبًا إلى جنب مع عناصر من الشرطة الفلسطينية تحت إشراف تدريب مصري. بعد هذه المرحلة، ستبدأ عملية الإعمار، حيث سيتم التركيز على إعادة بناء البنية التحتية، وفي الوقت نفسه ستنسحب القوات الإسرائيلية من مختلف مناطق غزة.

التحديات أمام السلطة الفلسطينية القادمة

أشار المحلل السياسي الفلسطيني عماد عمر إلى أن السلطة القادمة ستواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك توفير مأوى للمواطنين، تحسين التعليم، وتطوير القطاع الصحي. كما أوضح أنه يتعين على السلطة الفلسطينية العمل على تحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز النظام السياسي في الضفة الغربية وغزة لمواجهة الضغوط الإسرائيلية.

وأكد عمر أنه يجب على حركة حماس اتخاذ قرار سريع بشأن خطة ترامب، حيث إن رفض الخطة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، مثل تهجير الفلسطينيين من القطاع.

موقف الدول العربية والدور الدولي

من جهة أخرى، أشار الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله إلى أن الدول العربية لعبت دورًا كبيرًا في الدفع نحو تشكيل السلطة الفلسطينية لإدارة غزة، في ظل رفض إسرائيل لمشاركة السلطة الفلسطينية وحركة حماس. وأكد عطا الله أن السلطة الجديدة لن تتمتع بصلاحيات واسعة، بل ستكون تحت إشراف دولي وعربي، وأن إسرائيل ستظل تتحكم في التفاصيل الدقيقة للقطاع، بما في ذلك المناهج الدراسية.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني قد يقبل بأي حكومة تتمكن من تحسين أوضاعهم الإنسانية بعد سنوات من المعاناة، خاصة في ظل تراجع ثقتهم في الفصائل الفلسطينية التقليدية. واعتبر أن “سلطة واحدة وسلاح واحد” قد تكون ممكنة في حال وجود مساعدة عربية ودعم دولي، ولكن هذا السيناريو يظل مرتبطًا بتطورات الوضع الأمني والسياسي في المنطقة.

التحديات المستقبلية وآفاق الحل

يعتقد العديد من المحللين أن التحديات التي ستواجه السلطة القادمة تتطلب خطوات عاجلة لإعادة الاستقرار والحد من تداعيات الحرب. إذا تم تنفيذ الخطة وفقًا للجدول الزمني المحدد، قد تكون البداية لمرحلة جديدة من إعادة الإعمار والتعافي في قطاع غزة، رغم التشكيك في قدرة الخطة على حل النزاع بشكل دائم.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.