في الساعات الماضية، ضجّت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بخبر عاجل يتحدث عن اغتيال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام. الخبر أثار جدلًا واسعًا بين مصدّق ومشكّك، فيما تسابقت القنوات والصحف على نقل روايات متضاربة. لكن، ما حقيقة الأمر؟
بدأت القصة مع تداول بعض وسائل الإعلام العبرية أنباء غير مؤكدة عن “استهداف شخصية بارزة في المقاومة”. هذه الأخبار سرعان ما تحوّلت عبر مواقع التواصل إلى عناوين مثيرة تقول: اغتيال أبو عبيدة. إلا أنّه لم يُنشر أي دليل مادي أو صورة تؤكد هذه المزاعم.
موقف المقاومة الفلسطينية
حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم يصدر أي بيان رسمي من كتائب القسام يؤكد أو ينفي بشكل مباشر استشهاد أبو عبيدة. لكنّ تجارب سابقة مع المقاومة الفلسطينية أظهرت أنّها لا تتأخر في الإعلان عن استشهاد قياداتها إذا ما حدث فعلًا. هذا الصمت النسبي يُرجّح أنّ الخبر لا يعدو كونه جزءًا من الحرب الإعلامية والنفسية.
الإعلام الإسرائيلي واستراتيجية الحرب النفسية
من المعروف أنّ الاحتلال الإسرائيلي يعتمد بشكل مستمر على التلاعب الإعلامي لبثّ البلبلة داخل المجتمع الفلسطيني والعربي. ونشر شائعات عن اغتيال قيادات بارزة هو إحدى أدوات هذه الحرب النفسية، بهدف:
- زعزعة الروح المعنوية للمقاومة.
- رفع معنويات الداخل الإسرائيلي.
- اختبار ردة فعل الشارع الفلسطيني والعربي.
إذا تأملنا توقيت الخبر، نجد أنّه جاء في لحظة حساسة ميدانيًا وسياسيًا، ما يعزز فرضية أنّ الأمر مجرّد شائعة مدروسة. خصوصًا أنّ أي عملية اغتيال من هذا الحجم عادةً تترافق مع تغطية مكثفة من الإعلام الإسرائيلي وصور ميدانية توثّق الحدث، وهو ما لم يحصل هذه المرة.
حتى الآن، لا يوجد أي دليل ملموس على اغتيال أبو عبيدة. الخبر يُصنَّف في خانة الشائعات الإعلامية التي تهدف إلى التشويش والتأثير النفسي. ويبقى الموقف الرسمي للمقاومة هو المرجع الأساسي لتأكيد أو نفي أي معلومة في هذا السياق.
معلومات غير مؤكدة حتى اللحظة، إسرائيل حاولت او اغتالت الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة #حماس أبو عبيدة
#إسرائيل #غزة #فلسطين pic.twitter.com/IYnP4TsNj5— Sawsan Mhanna| سوسن مهنّا (@SawsanaMehanna) August 30, 2025
