يُعد مسلسل Supernatural واحداً من أبرز الأعمال الدرامية الأمريكية في فئة الرعب والفانتازيا، حيث شكّل منذ انطلاقه في عام 2005 وحتى نهايته عام 2020 حالة فنية استثنائية جمعت بين التشويق، الرعب، الدراما العائلية، والأساطير الشعبية. ومع امتداده إلى 15 موسماً و327 حلقة، أصبح المسلسل أطول عمل خيالي مستمر في تاريخ شبكة “The CW”، وأحد أكثر الإنتاجات نجاحاً في عالم التلفزيون الأمريكي.
تدور أحداث المسلسل حول الشقيقين سام ودين وينشستر، اللذين يؤدي دوريهما الممثلان Jared Padalecki وJensen Ackles، حيث يكرسان حياتهما لصيد الكائنات الخارقة للطبيعة ومواجهة قوى شريرة تهدد العالم. تبدأ القصة برحلة البحث عن والدهما المفقود الذي كان يعمل بدوره صياداً لهذه الكائنات، قبل أن تتوسع الأحداث إلى صراع أبدي بين الخير والشر يمتد ليشمل معارك مع الشياطين، الأرواح الشريرة، مصاصي الدماء، المستذئبين، بل وحتى مع الملائكة وقوى كونية أخرى.
مسلسل Supernatural
ما ميّز المسلسل بشكل لافت هو تنوع أسلوبه، إذ جمع بين الحبكة الطويلة التي تتناول خطوط القصة الرئيسية، وبين حلقات مستقلة تركز على كائنات أو أساطير بعينها، وهو ما عُرف بأسلوب “Monster of the Week”. هذا الدمج منح العمل القدرة على الحفاظ على اهتمام الجمهور، سواء من المتابعين القدامى أو المشاهدين الجدد.
كما اشتهر المسلسل برموزه الخاصة التي التصقت بذاكرة المشاهدين، أبرزها السيارة الكلاسيكية Chevrolet Impala 1967 التي يقودها دين وينشستر، والتي أصبحت أيقونة مرتبطة بالعمل. كذلك برزت الموسيقى التصويرية المعتمدة على أغاني الروك الكلاسيكي، خاصة أغنية Carry On Wayward Son التي تحولت إلى شعار غير رسمي للمسلسل.
لم يقتصر نجاح Supernatural على الجانب الفني فحسب، بل حقق قاعدة جماهيرية عالمية واسعة. فقد أطلقت حوله مؤتمرات ومعارض خاصة بالمعجبين، كما ألهم عدداً من الكتب المصاحبة، والقصص المصورة، وحتى أعمالاً فرعية مثل الأنمي الياباني المستوحى من أحداثه. وعلى مدار سنوات عرضه، حصد العمل عدة جوائز مهمة، فيما أصبح أحد أعمدة شبكة “The CW” وركيزة أساسية في خريطتها الدرامية.
ورغم أن المسلسل كان من المقرر أن يتوقف عند الموسم الخامس وفق رؤية مؤلفه إيريك كريبك، إلا أن النجاح الكبير دفع الشبكة للاستمرار لخمسة عشر موسماً. ومع ختام العمل في نوفمبر 2020، حاول صناع المسلسل تقديم نهاية تليق بالرحلة الطويلة للشقيقين وينشستر، وسط مشاعر مختلطة للجمهور الذي ودّع شخصيات ارتبط بها لسنوات طويلة.
وبينما يرى النقاد أن بعض المواسم فقدت زخمها مقارنة بالبدايات، إلا أن المسلسل حافظ على مكانته في ذاكرة المشاهدين كأحد أبرز الإنتاجات التي جمعت بين الرعب والفانتازيا والدراما الإنسانية. فقد قدّم Supernatural أكثر من مجرد مطاردة للوحوش؛ بل عُدّ انعكاساً لمعاني الأخوّة، التضحية، والصراع الأبدي بين النور والظلام.