يُعتبر فيلم The Conjuring 2، الذي صدر عام 2016، واحدًا من أبرز أفلام الرعب التي تركت بصمة قوية في تاريخ السينما الحديثة. الفيلم من إخراج جيمس وان وبطولة النجوم فيرا فارميغا وباتريك ويلسون في دوري إد وورن ولورين وورن، وهما الزوجان المتخصصان في التحقيقات الروحانية، الذين يستندان إلى ملفات حقيقية من أرشيفهما الشهير في قضايا النشاطات الخارقة.
القصة والأحداث
تدور أحداث الفيلم حول واحدة من أشهر القضايا الغامضة المعروفة باسم “إنفيلد بولترغايت”، التي وقعت في ضاحية شمال لندن أواخر سبعينيات القرن الماضي. تبدأ القصة حين تواجه عائلة بريطانية، مكونة من أم وأطفالها الأربعة، أحداثًا غريبة ومرعبة داخل منزلهم: أصوات مخيفة، تحريك للأثاث، وتجليات لشخصيات مظلمة، أبرزها روح رجل يُدعى “بيل ويلكينز” يدّعي أنه صاحب المنزل المتوفى.
مع تصاعد التهديدات، يتم استدعاء إد ولورين وورن للتحقيق في الظاهرة. ورغم محاولات السلطات والكنيسة التشكيك في حقيقة ما يحدث، إلا أن الزوجين يواجهان دلائل تؤكد وجود قوة شيطانية تحاول السيطرة على الفتاة الصغرى “جانيت”. تتطور الأحداث بشكل درامي مثير يجمع بين لحظات الرعب النفسي والتشويق القوي حتى النهاية الصادمة.
الإنتاج والتصوير
تميّز الفيلم بإنتاج ضخم واهتمام دقيق بالتفاصيل الزمنية. فقد أعاد صناع العمل تصميم المنازل والديكورات بما يعكس أجواء السبعينيات، إلى جانب استخدام مؤثرات بصرية وصوتية مدروسة لإبراز عنصر الرعب النفسي أكثر من مجرد مشاهد الدم والعنف.
المخرج جيمس وان، المعروف بقدرته على بناء التوتر البطيء والمتصاعد، استخدم زوايا تصوير مظلمة وإيقاعًا بصريًا يربك المشاهد، مما جعل تجربة الرعب أكثر عمقًا وواقعية. كما أن الأداء التمثيلي لفيرا فارميغا وباتريك ويلسون منح الفيلم بعدًا إنسانيًا، حيث تم تصوير الزوجين وورن ليس فقط كصيادي أشباح بل أيضًا كأشخاص يحاولون حماية الأبرياء.
الاستقبال الجماهيري والنقدي
حقق The Conjuring 2 نجاحًا هائلًا في شباك التذاكر، إذ تجاوزت إيراداته العالمية 320 مليون دولار، مقابل ميزانية إنتاج قُدرت بحوالي 40 مليون دولار فقط. وحاز الفيلم على تقييمات إيجابية من النقاد، الذين أشادوا بقدرة المخرج على تقديم جزء ثانٍ بنفس مستوى النجاح، بل وتفوقه في بعض المشاهد على الجزء الأول.
كما أثار الفيلم نقاشًا واسعًا حول حقيقة الظواهر الروحانية، إذ اعتبره البعض إعادة فتح لملف “إنفيلد بولترغايت” الذي لا يزال يثير الجدل بين المشككين والمؤمنين بالماورائيات.
الأثر الثقافي
لم يقتصر تأثير الفيلم على نجاحه السينمائي، بل عزز من مكانة سلسلة “The Conjuring” كواحدة من أنجح سلاسل الرعب في القرن الحادي والعشرين، حيث انبثق عنها عدد من الأعمال الفرعية مثل أفلام “Annabelle” و”The Nun”، التي واصلت توسيع “عالم الشعوذة” في السينما.