كشفت مؤسسات الأسرى، في بيان مشترك صدر اليوم الأربعاء، عن حجم الانتهاكات المروّعة التي يتعرض لها معتقلو غزة في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي، ووصفت ما يجري بحقهم بأنه “جحيم منظم” يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الإنسانية.
وأوضح البيان الصادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أن شهادات حديثة من داخل أقسام السجون كشفت عن أساليب تعذيب قاسية، أبرزها في قسم “ركيفت” بسجن الرملة ومعسكر “سديه تيمان”، اللذين تحولا إلى عناوين بارزة لانتهاكات جسيمة.
وأكدت الشهادات أن المعتقلين يتعرضون للضرب المبرح وتكسير الأصابع والعزل التام ومنع رؤية الشمس، إذ لا يسمح لهم بالخروج سوى 20 دقيقة يومًا بعد يوم وهم مكبلو الأيدي. كما يجبرون على الجلوس طوال النهار على أسرّة حديدية بعد سحب الفرشات صباحًا، وسط شتائم وإهانات متواصلة من السجّانين.
وأفاد محامون زاروا بعض المعتقلين أن عدداً منهم خرجوا للزيارة وهم في حالة انهيار نفسي شديد، بينما ظهرت على آخرين آثار ضرب وقيود واضحة، في وقت منعوا فيه من الحديث بحرية أو تبادل أخبار عائلاتهم.
تعذيب وحشي
كما أوضح البيان أن التحقيقات العسكرية ترافقت مع أساليب تعذيب وحشية، بينها “الشبح” و”الموزة” والضرب على أماكن حساسة، إلى جانب حرمان المعتقلين من النوم والطعام. وأدى ذلك إلى إصابات خطيرة منها تمزقات داخلية وضعف في البصر وأوجاع مزمنة، بينما نقلت شهادات عن ممارسة اعتداءات جنسية بحق بعض المعتقلين.
ويواجه الأسرى حالة تجويع متعمد، حيث يحصلون على كميات قليلة من الطعام غير الصالح للأكل، بالكاد تكفي معتقلاً واحدًا داخل الزنزانة، مما تسبب في هزال ونقص وزن حاد، بالتزامن مع تفشي الأمراض والأوبئة مثل “الجرب” نتيجة انعدام شروط النظافة والرعاية الصحية.
ومنذ بداية الحرب على غزة وعمليات الاعتقال الواسعة التي طالت آلاف المدنيين بينهم نساء وأطفال وكبار سن وجرحى، تواصل سلطات الاحتلال سياسة الإخفاء القسري بحق المئات، وترفض السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم.
وأشار البيان إلى أن 76 معتقلًا استشهدوا منذ اندلاع الحرب، بينهم 46 من أبناء غزة، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي وعمليات الإعدام الميداني، وهو ما يشكّل – بحسب المؤسسات الحقوقية – جريمة حرب تستوجب محاسبة الاحتلال أمام المحاكم الدولية.
وختمت مؤسسات الأسرى بيانها بدعوة عاجلة للتحرك الدولي لوقف ما وصفته بـ”توحش منظومة السجون الإسرائيلية”، ومحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم التي تتواصل بحق الأسرى الفلسطينيين عامة، ومعتقلي غزة على وجه الخصوص.