كشف أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، الدكتور حسين الشبلي، عن تعرض قوافل المساعدات الأردنية المتجهة إلى قطاع غزة لاعتداءات متكررة من قبل مستوطنين إسرائيليين، وذلك خلال مرورها من جسر الملك حسين وحتى معبر إدخال المساعدات إلى غزة.
اعتداءات وقيود إسرائيلية
وأوضح الشبلي في تصريحات خاصة لموقع إرم نيوز أن قوافل الشاحنات “تُوقف عمدًا وتُعرّض للرشق بالحجارة ومحاولات السرقة”، إلى جانب القيود الصارمة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على أعداد الشاحنات المسموح لها بالدخول وأنواع المواد الإغاثية المصرح بها. وأضاف أن سلطات الاحتلال تتعمد أيضًا تأخير عمليات التفتيش على المعابر، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على سرعة وصول المساعدات إلى المحتاجين داخل القطاع.
حجم المساعدات الأردنية
وبحسب الشبلي، فقد أرسل الأردن منذ اندلاع الأزمة في 7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم ما مجموعه 8,332 شاحنة إغاثية محمّلة بالمواد الغذائية والطبية والإغاثية الأساسية إلى غزة. كما نفذت الهيئة 53 طائرة إغاثية جوية، و157 عملية إنزال جوي أردنية، بالإضافة إلى 362 عملية إنزال جوي مشتركة بالتعاون مع دول صديقة وشقيقة.
وأكد أن هذه الجهود، رغم التحديات، تعكس التزام الأردن الثابت تجاه دعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته الإنسانية في ظل الظروف القاسية التي يعيشها.
تحديات وتأثيرات على المواد الطبية
وأشار الشبلي إلى أن بعض المساعدات، خصوصًا الأدوية والمستلزمات الطبية الحساسة التي تحتاج إلى تبريد، تضررت نتيجة التأخيرات المتعمدة والاعتداءات. غير أن الهيئة عملت على الحد من الأضرار عبر توفير شاحنات مبردة، وتسريع إدخال الشحنات الحرجة مثل أغذية الأطفال والأدوية المنقذة للحياة.
التنسيق والإجراءات الأمنية
وأوضح المسؤول الأردني أن الهيئة تتبع إجراءات دقيقة لضمان وصول المساعدات، تشمل التنسيق المباشر مع القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي لتأمين حماية القوافل، بالإضافة إلى المتابعة الدبلوماسية عبر القنوات الرسمية الأردنية لضمان حرية مرور المساعدات.
كما أشار إلى وجود تعاون وثيق مع برنامج الغذاء العالمي والمطبخ المركزي العالمي، إلى جانب الشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة في برامج مشتركة للإغاثة، تتضمن عمليات إنزال جوي ومشاريع للمستشفيات الميدانية.
آلية التوزيع والشفافية
وأكد الشبلي أن الهيئة تعتمد آليات شفافة ودقيقة لضمان وصول المساعدات إلى المستحقين داخل غزة. ويتم ذلك عبر التنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية العاملة على الأرض، والتأكد ميدانيًا من وصول المساعدات إلى المدارس والمستشفيات والمخيمات والأسر الأكثر تضررًا. كما ترفع الهيئة تقارير دورية للجهات المانحة والشركاء الدوليين لضمان الشفافية والمصداقية في إدارة التبرعات.