كشفت القناة 12 العبرية أن خبراء بارزين مشاركين في المفاوضات سلّموا وثيقة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تفيد بأن حركة حماس غيّرت مواقفها التي أدت سابقًا إلى انهيار محادثات التهدئة في غزة.
وبحسب مسؤولين اطّلعوا على الوثيقة، فإنها تتضمن تقييمًا يشير إلى أن الحركة أبدت استعدادًا لبحث اتفاق جزئي يشمل إطلاق سراح رهائن ووقف إطلاق النار، وهو ما يضع نتنياهو أمام معضلة سياسية في ضوء موقف حكومته الرافض لأي صفقة جزئية.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الوسطاء نقلوا خلال الساعات الأخيرة لإسرائيل إشارات عن تليين في موقف حماس، إذ باتت مستعدة للانخراط في مفاوضات مرحلية. وعليه، تقترح مصر وقطر استئناف المحادثات المباشرة مع الحركة.
وتوقعت الصحيفة أن أي قبول إسرائيلي بصفقة جزئية قد يؤدي إلى انقسام داخل الحكومة؛ إذ يرفضها وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، فيما قد يدعمها بعض وزراء الليكود باعتبارها خطوة للإفراج عن 28 رهينة، أحياءً وأمواتًا.
ويشير التقدير الإسرائيلي إلى أن بعض أعضاء فريق التفاوض يرون أن تجاهل هذه الفرصة قد يهدد حياة عشرة رهائن ما زالوا على قيد الحياة، مؤكدين أن نهج “الكل أو لا شيء” غير واقعي. ويؤيد هذا الموقف رئيس مجلس الأمن القومي تسحي هنغبي.
لكن موقفًا معاكسًا تبناه رئيس الموساد ديدي برنياع خلال لقائه رئيس الوزراء القطري في الدوحة، حيث شدد على أن الاتفاق الجزئي لم يعد مطروحًا. الموقف ذاته يعبّر عنه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي يؤكد أن الولايات المتحدة تعمل على خطة لإنهاء الحرب تشمل اتفاقًا شاملاً للإفراج عن جميع الرهائن.
أما نتنياهو، فقد تجنّب الإجابة المباشرة عن أسئلة الصحفيين حول هذه القضية في مؤتمره الأخير، وسط انقسام إسرائيلي متزايد بشأن كيفية التعامل مع التغير في موقف حماس.