نجوم ألمانيا يطالبون بوقف دعم إسرائيل بالأسلحة وسط تصاعد الانتقادات
شهدت الساحة السياسية والإعلامية الألمانية موجة من الانتقادات المتصاعدة. وسط دعوات واضحة من شخصيات بارزة. في مقدمتها عدد من نجوم الرياضة والفن والمجتمع المدني. للمطالبة بوقف الدعم العسكري الألماني لإسرائيل. نتيجة لذلك، نوضح من غزة تايم أن الحكومة الألمانية باتت تحت ضغط غير مسبوق. من شخصيات تحظى بشعبية واسعة لدى المواطنين.
أصوات من قلب المجتمع: نجوم ألمانيا يكسرون حاجز الصمت
بعبارة أخرى، لم يعد الصمت خيارًا للعديد من الأسماء الشهيرة في ألمانيا. فقد نشر عدد من لاعبي كرة القدم، وفناني السينما والموسيقى، رسائل عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. تعبر عن رفضهم التام لاستمرار تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. علاوة على ذلك، طالبوا الحكومة الألمانية بمراجعة سياساتها الخارجية. خصوصًا فيما يتعلق بالصراع الدائر في قطاع غزة.
- مسعود أوزيل: “نحن بحاجة لمراجعة قيمنا، فالأطفال يُقتلون كل يوم”.
- هيلينا فيشر: “الإنسانية لا تعني إرسال أسلحة بل إرسال حلول”.
- فاتي أكين: “آن الأوان لإنهاء سياسة الكيل بمكيالين”.
بالمثل، تصاعدت الدعوات بين الأكاديميين ونشطاء حقوق الإنسان. مطالبين بضرورة فصل العلاقات العسكرية عن الاعتبارات السياسية.
خلفيات الدعم الألماني لإسرائيل.. تساؤلات تتزايد
قبل كل شيء، يجب أن نوضح أن ألمانيا تُعد من أبرز الدول الأوروبية التي تقدم دعمًا عسكريًا لإسرائيل. إذ صادقت برلين في السنوات الماضية على صفقات أسلحة بمليارات الدولارات. تشمل غواصات، أنظمة دفاع جوي، وذخائر عالية الدقة.
- أكثر من 60% من الألمان بحسب استطلاعات حديثة يرفضون تصدير الأسلحة في أوقات الحرب.
- البرلمان الألماني يواجه أسئلة متكررة حول طبيعة الأسلحة التي تم إرسالها.
- صحف ألمانية نشرت تحقيقات حول “مسؤولية ألمانيا الأخلاقية”.
وبالتالي، يبدو أن الضغط الإعلامي قد بدأ يُحدث شرخًا داخل الأوساط السياسية نفسها.
القانون الدولي وموقف برلين
بالتأكيد، تُواجه الحكومة الألمانية تساؤلات متزايدة حول التزامها باتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني. لذلك، دعا خبراء في القانون الدولي إلى مراجعة صادرات السلاح الألمانية. خصوصًا أن تقارير المنظمات الحقوقية وثّقت “انتهاكات ممنهجة” ضد المدنيين في غزة.
- هذا يعني أن استمرار ألمانيا في إرسال السلاح قد يعرضها للمساءلة الدولية.
- في نفس السياق، حذّرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي من تفاقم العنف.
- المحامي الدولي هانز بيتر شتاينر: “القانون لا يعفي الحكومات من مسؤولياتها تحت ذريعة الدعم التقليدي”.
التأثير الكبير لحملات التواصل الاجتماعي في ألمانيا
خلال الأسابيع الأخيرة، انتشرت على منصات التواصل حملة واسعة بعنوان #أوقفوا_تسليح_إسرائيل. قادها نشطاء ومشاهير ومواطنون عاديون. هذه الحملة لاقت تفاعلًا واسعًا داخل ألمانيا وخارجها.
- الفيديوهات التي تتحدث عن جرائم الحرب في غزة وصلت لملايين المشاهدات.
- آلاف التعليقات طالبت المستشار الألماني أولاف شولتز بالتدخل الفوري.
- بعض الشخصيات السياسية أعادت نشر تلك الحملات، في بادرة نادرة من نوعها.
وبالتالي، فإن الحكومة الألمانية باتت أمام معضلة حقيقية: الاستجابة لضغط الشارع أم الحفاظ على التزاماتها تجاه إسرائيل.
الانقسام داخل البرلمان الألماني
من ناحية أخرى، فإن البرلمان الألماني يشهد انقسامًا واضحًا بشأن هذه القضية. ففي حين تدافع بعض الأحزاب عن سياسة الدعم لإسرائيل تحت مبررات “أمن الدولة اليهودية”، فإن أحزابًا أخرى بدأت تطالب بوقف فوري لكل أشكال الدعم العسكري.
- حزب اليسار الألماني أصدر بيانًا يدين استمرار تصدير الأسلحة.
- بعض أعضاء حزب الخضر طالبوا بـ”تحقيق برلماني مستقل”.
- حزب AfD تبنى موقفًا أكثر تطرفًا وطالب بعزل الأصوات المعارضة.
بعبارة أخرى، فإن المسألة لم تعد قضية خارجية فقط، بل تحوّلت إلى قضية داخلية تمس أمن ألمانيا الأخلاقي والسياسي.
التداعيات السياسية والاقتصادية على العلاقات الألمانية العربية
الأهم من ذلك كله، أن استمرار دعم إسرائيل بالأسلحة بات يؤثر على صورة ألمانيا في العالم العربي. إذ سجلت العلاقات التجارية والدبلوماسية بين ألمانيا وعدد من الدول العربية تراجعًا واضحًا في الأسابيع الأخيرة.
- شركات ألمانية عاملة في الشرق الأوسط واجهت حملات مقاطعة.
- تراجع في الصادرات الألمانية بنسبة 8% للأسواق العربية في الربع الأخير.
- شكاوى من دبلوماسيين عرب حول “التحيّز الواضح”.
رد الحكومة الألمانية
لتلخيص الموقف الرسمي، فقد أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أن “ألمانيا ملتزمة بدعم إسرائيل وفق الاتفاقيات الثنائية”، لكنه رفض الكشف عن تفاصيل الشحنات الأخيرة.
- الكاتب فولفغانغ شتاين وصف السياسة الألمانية بأنها “أخلاق انتقائية”.
- صحيفة “تاتس” علقت: “من المخجل أن نضع مصلحتنا السياسية فوق دماء الأبرياء”.
مستقبل العلاقات.. هل تراجع ألمانيا مواقفها؟
في نفس السياق، يتساءل كثيرون عن مستقبل سياسة ألمانيا تجاه إسرائيل في حال استمرت الانتقادات.
هل يعيد شولتز النظر في صفقات السلاح؟ أم يتجاهل الموجة الشعبية والإعلامية؟
- إذا استمرت الأصوات الشعبية في الارتفاع، فقد تضطر الحكومة إلى “تجميد مؤقت” للدعم العسكري.
- الأحزاب المعارضة قد تستثمر الغضب الشعبي في حملاتها الانتخابية القادمة.
- وقد يُفتح تحقيق برلماني كامل في صفقات الأسلحة خلال الشهور المقبلة.
في الختام
باختصار، يمر المشهد السياسي الألماني بتحوّلات عميقة تحت ضغط الشارع و نجوم ألمانيا والنخب الفكرية. لذلك، فإن مطلب وقف تسليح إسرائيل لم يعد مجرد أمنية هامشية. بل أصبح قضية رأي عام تهزّ أركان النظام السياسي في برلين.
ومع تصاعد المأساة الإنسانية في غزة، وازدياد المطالبات بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، تجد ألمانيا نفسها اليوم عند مفترق طرق حقيقي.
فإما أن تستمع لصوت شعبها وتعيد النظر في سياساتها، أو تستمر في دعم طرف متورط في نزاع دموي دون مساءلة، وهو ما قد يكلفها كثيرًا على الصعيدين الداخلي والدولي.