تجويع الأبرياء في غزة: وصمة عار لن تُمحى من ضمير الإنسانية

كازم كازم25 يوليو 2025
تجويع الأبرياء في غزة: وصمة عار لن تُمحى من ضمير الإنسانية
تجويع الأبرياء في غزة: وصمة عار لن تُمحى من ضمير الإنسانية

مشاهد تقشعر لها الأبدان: أطفال جياع وأجساد تنهار في الشوارع

في مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، ظهر حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة، حيث وثّقت العدسات مشاهد مؤلمة لمواطنين يتساقطون جوعًا، في ظل حصار خانق وسياسة تجويع ممنهجة تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أكثر من مليوني إنسان في القطاع.

المجاعة لم تعد مجرد خطر، بل أصبحت واقعًا يهدد الحياة في كل بيت، ويطال النساء، الأطفال، المرضى، وكبار السن. لم تعد المعاناة مخفية، بل تُبث لحظة بلحظة، وسط صمت عالمي يُدين ذاته.

مجاعة شاملة: الطحين بـ200 شيكل والناس بلا وجبة واحدة

منذ أن أغلق الاحتلال جميع المعابر في مارس/آذار الماضي، مُنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما أدى إلى ندرة المواد الأساسية وارتفاع جنوني في الأسعار. فقد ارتفع سعر كيلو الطحين إلى نحو 200 شيكل (60 دولارًا)، والأرز إلى 100 شيكل (30 دولارًا)، بعد أن كانت لا تتجاوز دولارات معدودة قبل الحرب.

أمام هذا الواقع، يكافح الفلسطينيون للبقاء على قيد الحياة، حتى باتت وجبة واحدة في اليوم ترفًا لا يمكن للجميع تحصيله. الأطفال والنساء يُظهرون علامات هزال وضمور جسدي، والعيون فارغة من الأمل.

مشاهد لا تُمحى: صرخات نساء وأطفال أمام “مصائد الموت”

في مشهد يُلخص المأساة، يُطلق الاحتلال النار على الجوعى المنتظرين للطعام قرب مراكز توزيع المساعدات، التي تحوّلت إلى “مصائد” تستهدف المدنيين. قُتل أكثر من 877 فلسطينيًا وأصيب 5,666 آخرين منذ 27 مايو/أيار فقط، أثناء انتظارهم حصة من الطحين أو الماء.

الناس في غزة اليوم لا يختارون بين الحياة والكرامة، بل بين الموت جوعًا أو الموت برصاصة.

انهيار النظام الصحي.. والأطفال أولى الضحايا

أعلنت وزارة الصحة في غزة عن أرقام صادمة، تفيد بوفاة 69 طفلًا بسبب الجوع وسوء التغذية، وارتفاع عدد ضحايا نقص الغذاء والدواء إلى 620 حالة وفاة.

حوالي 650 ألف طفل مهددون بالموت البطيء، إلى جانب 60 ألف سيدة حامل تفتقدن الحد الأدنى من الرعاية الغذائية والطبية، فيما يواجه 12,500 مريض سرطان خطر الموت مع انقطاع الدواء والعلاج.

جريمة موثقة بالأرقام: الاحتلال يمنع 76,450 شاحنة مساعدات

بعد 139 يومًا من إغلاق شامل للمعابر، لا تزال سلطات الاحتلال تمنع إدخال أكثر من 76 ألف شاحنة مساعدات غذائية وطبية إلى غزة، وفق بيانات حكومية. كما تم استهداف 57 مركزًا لتوزيع المساعدات و42 تكية طعام و121 قافلة إنسانية، في سلوك يُظهر تصميمًا ممنهجًا على حرمان السكان من أبسط مقومات الحياة.

سياسة التجويع: وجه آخر للإبادة الجماعية

ما يجري في غزة ليس مجرد مأساة إنسانية، بل جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان. فالتجويع القسري، واستهداف الفئات الأضعف (الأطفال، النساء، المرضى)، وتدمير البنية التحتية، واحتجاز المساعدات، كلها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي.

تجاهل الاحتلال للقرارات الدولية وغياب المساءلة، لا سيما في ظل الدعم الأميركي والغربي المفتوح، يجعلان من هذه الإبادة وصمة عار في جبين العالم الحر.

بيان رسمي: الاحتلال والدول الداعمة يتحملون المسؤولية الكاملة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تحميل الاحتلال مسؤولية جريمة التجويع، بالإضافة إلى الدول المتواطئة في الإبادة، سواء بالصمت أو بالدعم المباشر، وعلى رأسها الولايات المتحدة، ألمانيا، وفرنسا. كما طالب بفتح المعابر فورًا والسماح بدخول المساعدات بشكل فوري لإنقاذ من تبقّى من الأرواح.

 غزة ليست مجرّد عنوان… بل جرح مفتوح

الأطفال الذين يموتون اليوم جوعًا، لم يكونوا في ساحة معركة، بل في أحضان أمهاتهم، يبحثون عن لقمة، أو قطرة ماء. الحرب في غزة لم تعد مجرد صراع عسكري، بل مجزرة بطيئة تُرتكب تحت أنظار العالم.

ما يُرتكب في غزة ليس شأنًا فلسطينيًا فقط، بل اختبار أخلاقي للإنسانية كلها. الصمت الآن شراكة في الجريمة… والحياد خيانة للضمير.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.