الأونروا نداءات استغاثة من سكان غزة برسائل يائسة عن أزمة المجاعة المتصاعدة
في ظل التصعيد المستمر والدمار المتفاقم في قطاع غزة، أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” تحذيرات وصفتها بالطارئة. وقالت إنها تتلقى يوميًا عشرات الرسائل اليائسة من السكان المحاصرين، تتحدث عن مجاعة متصاعدة وأوضاع إنسانية مأساوية. . هذه النداءات، التي تصل عبر منصات إلكترونية واتصالات مباشرة، ترسم صورة مأساوية لأزمة غذائية تخرج عن السيطرة يومًا بعد يوم. . لذلك، دقت الأونروا ناقوس الخطر مطالبة بتحرك دولي عاجل لإنقاذ المدنيين قبل فوات الأوان. نقدم لكم من غزة تايم هذا التقرير.
تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة.. نقص الغذاء يهدد البقاء
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، تدهورت الأوضاع المعيشية بشكل حاد. . نتيجة لذلك، أصبح توفير الغذاء والماء الصالح للشرب تحديًا يوميًا لأكثر من مليون نازح ومواطن. . بعبارة أخرى، المجاعة لم تعد مجرد خطر متوقع، بل أصبحت واقعًا مريرًا يعيشه الغزيون لحظة بلحظة. .
- كثير من العائلات لا تجد وجبة واحدة في اليوم.
- الأطفال يتناولون أوراق الشجر أو ينامون جوعى.
- ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية إن وجدت.
- انعدام سلاسل التوريد بعد الحصار الكامل من الجيش الإسرائيلي.
الأهم من ذلك كله، أن الأطفال هم أكثر المتضررين من هذه الكارثة، حيث تسجل المستشفيات حالات سوء تغذية حاد بشكل يومي. .
الأونروا: رسائل مؤلمة من أمهات وأطفال
قالت المتحدثة باسم الأونروا إن الوكالة تتلقى يوميًا عشرات الرسائل من سكان غزة المحاصرين. . هذه الرسائل، كما وصفتها، مليئة باليأس وتكشف عن مستويات غير مسبوقة من الجوع والتشريد. . مثال ذلك، رسالة أم كتبت: “أطفالي يبكون من الجوع ولا أملك إلا الماء الملوث”. . بالتأكيد، هذا يعكس حجم المأساة التي يعيشها سكان القطاع. .
- رسالة من طفل يسأل: “متى سنأكل مثل باقي الناس؟”
- امرأة تكتب: “لم أتناول طعامًا منذ يومين، فقط الماء والملح”.
- مسن يقول: “أصبحت أتمنى الموت على هذا الجوع”.
وبالتالي، تمثل هذه الرسائل وثائق حية تدين الصمت الدولي وتؤكد خطورة الوضع الحالي. .
في نفس السياق، الحصار الكامل يمنع دخول المساعدات
من ناحية أخرى، لا تزال المعابر مغلقة أمام المساعدات الغذائية والطبية. . خلال الأسابيع الماضية، منعت سلطات الاحتلال دخول أكثر من 80% من الشاحنات المحملة بالغذاء. . علاوة على ذلك، تم استهداف مستودعات الغذاء الخاصة بالأونروا في عدة مناطق داخل القطاع. .
- معبر كرم أبو سالم لا يُفتح إلا لساعات معدودة.
- طواقم الإغاثة تواجه صعوبات في التوزيع بسبب القصف.
- نقص في الوقود يمنع تشغيل الأفران ومحطات المياه.
وهذا يعني أن المجاعة ليست فقط نتيجة لنقص الغذاء، بل نتيجة لحصار ممنهج يستهدف كل مقومات الحياة. .
تقارير دولية: غزة تدخل المرحلة الكارثية من المجاعة
وفقًا لتقارير صادرة عن منظمات أممية، فإن غزة وصلت رسميًا إلى المرحلة الخامسة من تصنيف الأمن الغذائي، وهي مرحلة الكارثة الكاملة. . في غضون ذلك، تؤكد تقارير “برنامج الأغذية العالمي” أن أكثر من 80% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. .
- مرحلة الكارثة تعني الجوع الجماعي وسوء التغذية الحاد.
- ارتفاع وفيات الأطفال بسبب الجوع وسوء الرعاية.
- نقص البروتين والفيتامينات يهدد الأجنة والحوامل.
وبالمثل، فإن تقارير منظمة الصحة العالمية تحذر من انهيار كامل للمنظومة الصحية في حال استمرار الحصار. .
هذا يعني.. العالم مطالب بتحرك فوري
في ظل هذا الانهيار الإنساني، تؤكد الأونروا أن الصمت الدولي لم يعد مقبولًا. . لذلك، دعت الوكالة المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على سلطات الاحتلال لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات. . بالإضافة إلى ذلك، طالبت بحماية ممرات الإغاثة ومنع استهدافها عسكريًا. .
- فتح المعابر بشكل دائم وليس مؤقت.
- تأمين توزيع الغذاء تحت إشراف أممي.
- إرسال فرق دولية لتقييم الوضع الصحي والغذائي ميدانيًا.
قبل كل شيء، يجب أن يتم التعامل مع غزة كمنطقة منكوبة تستحق التدخل الإنساني العاجل. .
ومع ذلك، ردود الفعل الدولية ما زالت خجولة
على الرغم من التحذيرات، لا تزال ردود الفعل الدولية دون المستوى المطلوب. . مثال ذلك، بيانات صادرة عن الاتحاد الأوروبي تطالب بـ”التهدئة”، لكنها لا تضع حلولًا واضحة لإنهاء المجاعة. . من ناحية أخرى، تستمر الولايات المتحدة في دعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا دون مساءلة حقيقية. .
- دعوات خجولة لوقف إطلاق النار دون آلية تنفيذ.
- لا توجد مبادرات واضحة لإنشاء جسر جوي إنساني.
- تجاهل تام لمطالبات منظمات الإغاثة بإعلان حالة طوارئ إنسانية.
لتلخيص، ما تشهده غزة اليوم هو امتحان حقيقي للمجتمع الدولي وإنسانيته. .
في ظل المجاعة.. التضامن الشعبي العربي يتزايد
بالمقابل، وفي نفس السياق، شهدت دول عربية عدة حراكًا شعبيًا داعمًا لأهالي غزة. . مظاهرات في العواصم الكبرى، حملات تبرع إلكترونية، وإرسال مساعدات شعبية رغم صعوبة الوصول. . على سبيل المثال، في الأردن ومصر ولبنان وتونس، انطلقت قوافل مساعدات غذائية وطبية بدعم شعبي كبير. .
- حملات تبرع كبرى عبر منصات عربية.
- تضامن إلكتروني واسع يفضح جرائم الاحتلال.
- مطالبات بإغلاق السفارات الإسرائيلية ومقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال.
بعبارة أخرى، نبض الشارع العربي لا يزال حيًا رغم خذلان بعض الحكومات. .
أطفال غزة.. ضحايا الجوع والصمت
لا تقتصر الكارثة على البالغين فقط، بل الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر. . بالتأكيد، معدلات الوفاة بين الأطفال الرضع ارتفعت نتيجة نقص الحليب والتغذية. . خلال الأيام الماضية، وثّقت تقارير طبية حالات وفاة مؤلمة لأطفال لم يجدوا الغذاء الكافي للبقاء على قيد الحياة. .
- نقص الحليب الصناعي وانقطاع الكهرباء عن الحاضنات.
- أمراض سوء تغذية حاد (الهزال، فقر الدم).
- غياب المتابعة الصحية للمولودين حديثًا.
وبالتالي، يتحول الجوع إلى سلاح إبادة جماعية في وجه الطفولة البريئة. .
ختامًا.. هل تتحرك الضمائر قبل فوات الأوان؟
لتلخيص، ما يجري في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية، بل مجزرة بالصمت. . الأونروا تدق ناقوس الخطر، وسكان غزة يطلقون نداءات استغاثة، ولكن الاستجابة لا تزال بطيئة ومحدودة. . بعد ذلك، إن استمر الصمت، فإن المشهد القادم سيكون أكثر ظلمة، وأكثر وجعًا. . باختصار، العالم كله مسؤول عن الجوع الذي يفتك بشعب بأكمله خلف الجدران والأسلاك. .