بحث طبي أسترالي ينفي تأثير البيض على ارتفاع الكوليسترول الضار
ارتفاع الكوليسترول الضار | في ثورة علمية جديدة على الساحة الصحية، أثبت بحث طبي أُجري في أستراليا أن تناول البيض، حتى بمعدل بيضتين يومياً، لا يرفع مستويات لكوليسترول الضار في الدم، وهو ما يُنهي جدلاً طويل الأمد دار حول تأثير البيض على صحة القلب والأوعية الدموية. لذلك، هذا المقال من غزة تايم يأتي ليُعيد ترتيب الأوراق ويقدم رؤى جديدة للعالم العربي حول تناول البيض وأمانه، في ظل مخاوف قديمة كانت تصفه كمصدر خطير للكوليسترول.
خلاصة أكثر من عقد من البحث العلمي حول ارتفاع الكوليسترول الضار
منذ عقود، ارتبط اسم البيض بارتفاع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) في الجسم، وهو ما اعتُبر عاملًا رئيسيًا لتحفيز أمراض القلب، وهشاشة الشرايين. نتيجة لذلك، نصح أطباء تغذية وخبراء صحة المجتمع بتقليل تناوله أو استبعاده من الأنظمة الغذائية، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل. قلبية أو ارتفاع في الكوليسترول. ولكن، مع تقدم الدراسة والبحوث، باتت هذه الفرضية مهددة بالنقض، إذ أكدت دراسة جامعة جنوب أستراليا أن السبب الحقيقي. وراء ارتفاع الكوليسترول ليس البيض بحد ذاته، وإنما الدهون المشبعة التي تُستهلك مع الطعام بشكل عام، كالموجودة في اللحوم عالية. الدسم والزبدة والمنتجات المصنعة.
نتائج الدراسة الأسترالية: كبسولة الحقيقة عن ارتفاع الكوليسترول الضار
بعبارة أخرى، الدراسة التي شملت آلاف المشاركين أكدت أن تناول البيض بشكل منتظم لا يؤثر سلباً على مستويات الكوليسترول الضار. وعلى العكس، فإن الدهون المشبعة في النظام الغذائي هي التي تلعب الدور الأكبر في رفع الكوليسترول، وليس الكوليسترول. الموجود في صفار البيض نفسه. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت النتائج أن استهلاك البيض يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي متوازن وصحي للقلب. شرط الانتباه للتوازن الغذائي العام دون المبالغة في الدهون المشبعة.
مثال ذلك، تناول البيض مع الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة وزيت الزيتون بدلاً من أطعمة تحتوي على اللحوم المصنعة والزبدة. يعطي فوائد صحية أفضل وأثر أقل على الكوليسترول في الدم.
فوائد البيض الصحية: أكثر من مجرد مصدر للكوليسترول
بالتأكيد، البيض غني بالبروتين عالي الجودة الذي يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الضرورية للجسم. علاوة على ذلك، يحتوي البيض على عدد من الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل:
- فيتامين د، الذي يعزز صحة العظام.
- فيتامينات ب المختلفة التي تساهم في التمثيل الغذائي للخلايا.
- الكولين المهم لوظائف الدماغ.
- مضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات وتعزز الصحة العامة.
وليس هذا فحسب، فإن البيضة المتوسطة تحتوي على كمية قليلة من الدهون المشبعة — حوالي ثلث الدهون الكلية فقط — وهذا يفسر سبب عدم تأثيرها الكبير على الكوليسترول الدموي، بخلاف الدهون المشبعة في اللحوم الدهنية والزبدة التي ترفع LDL بشكل ملحوظ.
ما هو المعدل الآمن لتناول البيض يوميًا؟
قبل كل شيء، تؤكد معظم الدراسات أن تناول بيضة واحدة إلى بيضتين في اليوم يعد آمناً لمعظم الناس الأصحاء، دون خطر واضح لرفع مستويات الكوليسترول الضار. بالإضافة إلى ذلك، ينصح الخبراء بمراقبة تناول الدهون المشبعة والغذاء بشكل عام للحفاظ على صحة القلب.
في نفس السياق، ينصح بعض الخبراء بتناول بياض البيض فقط إذا كان الشخص يرغب بتفادي الكوليسترول، لأن صفار البيض هو الجزء الحاوي للكوليسترول، لكن بالنظر إلى نتائج الدراسة الأسترالية، لا داعي للخوف منه عند تناوله باعتدال.
كيفية الاستفادة من البيض في نظام غذائي صحي للقلب
ولتوضيح، إليك بعض النصائح لتناول البيض بطريقة صحية تقلل من مخاطر الكوليسترول:
- تجنب قلي البيض في الزبدة أو الزيوت المشبعة، واستبدلها بزيت الزيتون أو الطهي بالبخار أو السلق.
- اجمع البيض مع أطعمة غنية بالألياف مثل الخضروات الطازجة والخبز الكامل، فهذا يساعد على تحسين صحة القلب.
- قلل من تناول اللحوم المصنعة والمنتجات التي تحتوي على دهون مشبعة عالية، لأن هذه هي التي ترفع مستويات الكوليسترول الضار.
آثار الدراسة على مراجعة المفاهيم القديمة
بسبب هذا البحث، أصبحت توصيات التغذية الحديثة أكثر توازناً. والأهم من ذلك كله، أن الجمهور العربي الذي كان يشعر بالقلق من تناول البيض بسبب مخاوف من الكوليسترول يمكنه الآن استعادة ثقته في هذا الطعام الصحي. وبالتالي، يفيد البيض بشكل كبير في التحكّم في الوزن، والمساعدة على الشعور بالشبع بسبب البروتين العالي فيه، مما يجعله خياراً مثالياً للفطور أو الوجبات الخفيفة.
بيضة واحدة في الأسبوع تقلل من خطر الوفاة بأمراض القلب؟
في جزء آخر من نتائج الدراسات الطبية الحديثة، تبين أن استهلاك بيضة واحدة أسبوعياً يرتبط بانخفاض خطر الوفاة الناتجة عن أمراض القلب، مما يؤكد أن الكوليسترول الغذائي من البيض ليس عامل خطر أساسياً كما كان يُعتقد في السابق.
خلاصة وتوصيات مهمة للمتابع العربي
- باختصار، تناول البيض باعتدال، حتى بيضتين يومياً، ليس له تأثير سلبي مباشر على ارتفاع الكوليسترول الضار.
- الدهون المشبعة من مصادر أخرى مثل اللحوم الدهنية والزبدة هي المذنب الحقيقي فيما يخص ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب.
- يظل البيض غنيًا بالبروتين والعناصر الغذائية التي تدعم صحة الجسم والقلب، لذا يمكن إدراجه بأمان في نظام غذائي صحي ومتوازن.
- لتقليل المخاطر الصحية، علاوة على ذلك، ينصح باختيار طرق طهي صحية مثل السلق أو القلي بزيت الزيتون، وتجنب الأطعمة المصنعة التي تؤثر سلباً على الكوليسترول.
- استشر طبيبك شخصياً إذا كنت تعاني من مشاكل صحية مزمنة أو ارتفاع في الكوليسترول قبل تغيير عاداتك الغذائية.
في الختام، يمكننا القول أن هذا البحث الأسترالي يُعزز رؤية جديدة في مجال التغذية، حيث تتم مراجعة المفاهيم القديمة وإعادة تأهيل البيض كصديق للقلب والصحة، وليس العدو. لذلك، لا تتردد في الاستمتاع ببيضة على الفطور، فهي إضافة مغذية وذكية لصحتك.
هذا الخبر البحثي يحمل أهمية خاصة للمتابعين العرب الباحثين عن حقائق علمية موثوقة حول صحة الغذاء، مع التأكيد على أن البيض، ضمن نظام غذائي متوازن، هو خيار غني بالعناصر المغذية ومعفي من سمعة الكوليسترول السيئة التي طالما ظلت تلاحقه.