موجة حر خانقة تضرب فلسطين
ارتفاع قياسي يعمّق الأزمة الإنسانية في غزة ويزيد المعاناة في الضفة
الجمعة، 11 يوليو 2025 – فلسطين
تشهد الأراضي الفلسطينية موجة حر شديدة وغير مسبوقة، حيث تجاوزت درجات الحرارة معدلاتها الطبيعية بنحو 5 درجات مئوية. هذه الموجة الحارقة جاءت في وقت حرج تعيش فيه البلاد ظروفًا إنسانية ومعيشية صعبة، خصوصًا في قطاع غزة المحاصر، حيث تتضاعف المعاناة بفعل انقطاع الكهرباء وشح المياه.
الأجواء اللاهبة أصابت الحياة اليومية بالشلل، ودفعت الجهات الرسمية والأهلية إلى إصدار تحذيرات عاجلة للسكان، محذرين من التعرض المباشر للشمس وارتفاع مخاطر الجفاف وضربات الشمس، لاسيما على الفئات الهشة من السكان.
غزة تحترق بصمت: لا كهرباء، لا ماء، ولا منفذ للنجاة
في قطاع غزة المحاصر، تتحول درجات الحرارة المرتفعة إلى كابوس يومي يلتهم ما تبقى من القدرة على الصمود. حيث تعيش معظم المناطق تحت وطأة انقطاع الكهرباء لأكثر من 18 ساعة يوميًا، ما يعني غياب تام لأي وسيلة تبريد أو حتى إنارة ليلية.
“الحرارة تقتلنا ببطء… الأطفال ينامون على الأرض، والمرضى يتصببون عرقًا دون دواء أو تهوية”، تقول أم محمد من حي التفاح شرق غزة.
أبرز مظاهر المعاناة في غزة:
- تعفن الأغذية بسبب غياب التبريد.
- ارتفاع حالات الإغماء بين الأطفال.
- توقف محطات ضخ المياه، ما أدى إلى ندرة شديدة في المياه الصالحة للشرب.
- اختناق المرضى في المستشفيات بفعل نقص الكهرباء والمولدات.
- توقف محطات تحلية المياه التي تعتمد على الطاقة الكهربائية ، ما فاقم الأزمة الصحية والبيئية.
الضفة الغربية تحت الحر أيضًا: رام الله ونابلس والخليل في المشهد
في مدن الضفة الغربية مثل رام الله والخليل ونابلس، الوضع ليس أفضل بكثير، وإن كانت البنية التحتية أكثر استقرارًا من غزة. حيث شهدت الأسواق انخفاضًا في الحركة التجارية بنسبة تقارب 40%، خصوصًا في ساعات النهار.
أصحاب المحال التجارية يشكون من تلف السلع الغذائية، خاصة المجمّدة منها، وضعف القدرة الشرائية للناس الذين فضلوا البقاء في منازلهم المغلقة هربًا من الشمس الحارقة.
“من الساعة 11 للساعة 5، الشارع فاضي. الناس مش قادرة تطلع من الحر،” – أحد أصحاب البقالة في رام الله.
الحر ينهك المقاومة: جبهة جديدة في صراع الصمود
مقاتلو المقاومة الفلسطينية في غزة ليسوا بعيدين عن تأثير موجة الحر. بل إن حرارة الجو باتت عاملًا ميدانيًا يؤثر على قدراتهم التشغيلية واللوجستية.
- الأسلحة والذخائر الحساسة تتأثر بالحرارة.
- التنقل في الأنفاق أو المواقع المكشوفة أمر شبه مستحيل في أوقات الذروة.
- نقص الكهرباء يعني انخفاض كفاءة الاتصالات والتنسيق.
- هذه الظروف تجعل من التنقل والتخطيط الميداني أمرًا صعبًا، وتزيد العبء النفسي والجسدي على المقاتلين في الميدان.
أخطار موجة الحر صحياً: صامتة لكنها قاتلة
تأثيرات الحرارة المرتفعة على الجسم:
- ضربات الشمس: وهي حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى فشل أعضاء الجسم وتهدد الحياة.
- الجفاف: يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل عبر التعرق.
- هبوط الضغط: خاصة لكبار السن والنساء الحوامل.
- تفاقم أمراض القلب والجهاز التنفسي.
وتشير وزارة الصحة الفلسطينية إلى زيادة ملحوظة في أعداد المرضى في أقسام الطوارئ نتيجة الحرارة، لا سيما حالات الإغماء وضيق التنفس.
كيف تحمي نفسك من موجة الحر؟
نصائح وإرشادات ذهبية من مختصين:
-
- ابق في الظل قدر الإمكان خلال أوقات الذروة (من 11 صباحًا إلى 4 عصرًا).
- اشرب الماء باستمرار، حتى دون الشعور بالعطش.
- ارتدِ ملابس خفيفة وفضفاضة ذات ألوان فاتحة.
- بلّل الجسم بالماء البارد أو استخدم منشفة مبللة على الرأس والرقبة.
- تجنب الخروج للمرضى وكبار السن في فترة الظهيرة.
- احرص على تهوية المنزل، وافتح النوافذ ليلاً لتجديد الهواء.
- لا تترك أحدًا داخل السيارات المغلقة مهما كانت المدة قصيرة.
دور البلديات والمجتمع المحلي:
بلديات غزة والضفة تعمل ضمن الإمكانيات المحدودة على رش الشوارع بالمياه، وتوزيع مياه الشرب في الأحياء المهمشة، كما تنظم بعض المساجد حملات توعوية حول الوقاية من ضربات الشمس.
تابعنا دوما في غزة تايم لحظة بلحظة