غزة تبحث عن أبنائها… صرخة تحت الأنقاض أم صمت القبور؟

Ekram Bahadur10 يوليو 2025
غزة تبحث عن أبنائها... صرخة تحت الأنقاض أم صمت القبور؟
غزة تبحث عن أبنائها... صرخة تحت الأنقاض أم صمت القبور؟

 

“هل يعودون؟”آلاف العائلات في غزة تُطيل النظر في المجهول بانتظار مصير أحبّائها
مفقودين من غزة، لا يُعرف مصيرهم حتى الآن: هل هم أسرى في سجون الاحتلال؟ أم شهداء تحت الأنقاض أو في أماكن مجهولة؟
المفقودون في غزة… قلوب معلّقة في مهبّ الغياب

في غزة، لا يشبه الانتظار أي شيء. هو اختناق يومي، وجرح مفتوح لا يندمل. آلاف العائلات تبحث عن أبنائها بين صمت المقابر وغموض الأسرّة في المستشفيات، وبين فجوات الأخبار التي لا تأتي.
هل عادوا؟ هل استشهدوا؟ أم ما زالوا أحياءً في مكانٍ ما لا نراه؟
بين هذه الأسئلة يعيش أهالي المفقودين في القطاع، ترقبًا لإعلان اتفاق تهدئة قد يعيد بعضًا من الملامح والذكريات… أو على الأقل، الخبر اليقين.

🔺 التهدئة المرتقبة… أمل لاكتشاف المصير
مع اقتراب دخول اتفاق التهدئة حيّز التنفيذ، تعيش آلاف العائلات لحظات لا تُطاق. فكل دقيقة تمر دون خبر، تُضيف نارًا فوق نار الفقد.
الآلاف من المفقودين، ممن خرجوا بحثًا عن فتات خبز أو قنينة ماء، اختفوا فجأة، دون أن يُعرف مصيرهم: هل هم شهداء؟ جرحى؟ أم أسرى؟

📍 قصص الغياب… حين يصبح الجوع طريقًا للتيه
“اسمه بين الصمت، وصورته آخر ما تبقى”
الاسم: محمد أبو جراد
العمر: 23 عامًا – من مخيم النصيرات
خرج محمد صباح أحد الأيام لشراء رغيف خبز قبيل القصف على السوق. اختفى بعدها دون أثر. لم تتلق عائلته أي اتصال، ولم يظهر اسمه في كشوفات الشهداء أو الجرحى أو الأسرى. والدته تحتفظ بملابسه كما هي، وتحدث صورته كل مساء:

“لو كنت شهيدًا لعرفت.. ولو كنت أسيرًا لسمعت، فأين أنت يا نور عيوني؟!”

“ثلاث طرق، ولا جواب واحد”
الاسم: آمنة شحادة
العمر: 48 عامًا – من بيت حانون
أثناء محاولة النزوح مع عائلتها، انفصلت عنهم بسبب القصف، فهرب كل فرد من طريق. نجوا جميعًا.. إلا آمنة. بحثوا عنها في المستشفيات، في مراكز الإيواء، في صور الشهداء. بلا نتيجة.
اليوم، يُقيمون “صورة” لها في الزاوية كل جمعة، ويقول ابنها:

“ربما هي في سجن، أو بين الأنقاض، أو سارت نحو السماء دون وداع.”
“البحث عن صوت”
الاسم: لؤي دلول
العمر: 19 عامًا – من حي الزيتون
كان آخر اتصال مع عائلته قبل اقتحام الحي بساعات، قال فيه: “إذا انقطعت، ادعوا لي..”. منذ ذلك الحين، لا خبر. صورته نُشرت على مواقع التواصل تحت عنوان “مفقود”، وتم إرسالها للصليب الأحمر، ولا إجابة.
تقول شقيقته:

“أحيانًا أستمع إلى التسجيل الأخير فقط لأقنع نفسي أنه لا زال حيًا في مكان ما.”
“قلبها لا يصدق الاستشهاد”
الاسم: جهاد الكرد
العمر: 27 عامًا – من خانيونس
قُصف منزله خلال الاجتياح، وبحسب روايات الجيران: شوهد وهو يصرخ طالبًا النجدة، ثم انقطعت الأخبار. لم يظهر اسمه في أي قائمة. والدته، أم جهاد، تزور كل خيمة عزاء في المدينة، لعلها تسمع أحدهم يقول: “رأيته.. كان حيًا.”

“أنا لا أريد جنازة، أريد ابنًا يدخل من الباب ويقول: اشتقت لكم.”

“هواء الانتظار أثقل من رائحة الموت”
في غزة، المئات من المفقودين، لا يعرف ذووهم أهو قبر يفتشون عنه؟ أم سجن لا يستطيعون الوصول إليه؟ أم حفرة تحت الركام لا كاميرات وثّقتها؟
لكل واحد منهم اسم، وجه، وحنينٌ لا يشيخ.

🚨 نقاط المساعدات.. منبع للأمل أم مصيدة للموت؟
تحوّلت مراكز توزيع المساعدات في غزة إلى بؤر خطر يومية.
نقاط مثل النابلسي، نيتساريم، زيكيم، شهدت إطلاق نار كثيف من قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدنيين عزّل خرجوا طلبًا للغذاء.
النتيجة:

أكثر من 550 شهيدًا.

آلاف الجرحى.

عشرات المفقودين دون أي أثر.

تزامن ذلك مع غياب تام للتوثيق أو الضمانات، مما جعل تلك النقاط تتحول إلى أماكن لا يعود منها كثيرون أحياءً أو حتى معروفين المصير.

🛑 المركز الفلسطيني للمفقودين يحذّر
أكد المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا أن:

الأسابيع الأخيرة شهدت تصاعدًا حادًا في أعداد المفقودين.

الاختفاءات تتركز قرب نقاط توزيع المساعدات التي تُشرف عليها “مؤسسة غزة الإنسانية”.

الفوضى الأمنية والقصف المكثف ساهما في تعقيد عمليات البحث والتوثيق.

المركز حمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن مصير وسلامة المفقودين، مؤكدًا أن أغلبهم فقدوا في مناطق تخضع لسيطرته العسكرية المباشرة.

📝 أرقام بلا ملامح… ووجوه تنتظر العودة
في غزة، لكل مفقود حكاية. ولكل عائلة رواية عالقة في المنتصف.
إنهم ليسوا أرقامًا. هم آباء خرجوا بحثًا عن الخبز، وأبناء سارعوا لمساعدة أهلهم، وأمهات دفعت بهن الحاجة إلى المجهول.

واليوم، كلهم في قائمة “المفقودين”… تلك التي لا يعرف أحد أين تبدأ، ولا متى تنتهي.

ابقوا بجانبنا فى غزة تايم لنوافيكم أخر المستجدات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.