القبة الذهبية | لماذا تسعى أميريكا لصناعة القبة الذهبية لاعتراض الصواريخ؟

Aya Zain10 يوليو 2025
لماذا تسعى أميريكا لصناعة القبة الذهبية لاعتراض الصواريخ؟
لماذا تسعى أميريكا لصناعة القبة الذهبية لاعتراض الصواريخ؟

لماذا تسعى أميريكا لصناعة القبة الذهبية لاعتراض الصواريخ؟

نقدم لكم اليوم في غزة تايم ما يحدث في خضم تصاعد التهديدات الأمنية حول العالم، وفي ظل تفاقم الحرب في غزة واتساع. نفوذ المقاومة الفلسطينية وتطور قدراتها الصاروخية، تبرز الولايات المتحدة الأميركية بمشروع عسكري غير مسبوق تحت. اسم “القبة الذهبية”. المشروع الذي تسعى واشنطن إلى تنفيذه لا يُعد فقط تحديثًا لمنظوماتها الدفاعية. بل إعلانًا استراتيجيًا عن دخول مرحلة جديدة من تكنولوجيا اعتراض الصواريخ.

ما هي القبة الذهبية؟ ولماذا الاسم؟

القبة الذهبية ليست مجرد منظومة اعتراضية جديدة، بل مشروع دفاعي متكامل يعتمد على تقنيات متقدمة من الذكاء الاصطناعي وأسلحة الليزر والطاقة الموجهة، وتهدف إلى حماية البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة.

الاسم يحمل دلالات استراتيجية، حيث يشير إلى قيمة المشروع وأهميته في التصدي للتهديدات القادمة، خصوصًا من غزة وإيران. بعبارة أخرى، هو رد سياسي وعسكري على التغيرات في ميزان القوى.

تتضمن الرؤية المقترحة لهذا النظام شبكة من الأقمار الاصطناعية وأجهزة الاستشعار الفضائية التي ترصد الصواريخ في مراحلها الأربع الرئيسية:

  • مرحلة ما قبل الإطلاق: الكشف عن محاولات إطلاق الصواريخ وتدميرها قبل انطلاقها.
  • مرحلة الإطلاق المبكر: اعتراض الصواريخ في مراحلها الأولى بعد الإطلاق.
  • مرحلة التحليق في الجو: متابعة الصواريخ أثناء تحليقها لاعتراضها.
  • المرحلة النهائية: اعتراض الصواريخ أثناء اقترابها من الهدف.

تهديدات غزة ودور المقاومة في تحفيز مشروع القبة الذهبية

في نفس السياق، لا يمكن تجاهل ما أظهرته الحرب الأخيرة على غزة، إذ نجحت الفصائل الفلسطينية في تطوير صواريخ طويلة المدى ودقيقة الإصابة أربكت الدفاعات الإسرائيلية.

نتيجة لذلك، رأت واشنطن ضرورة تعزيز قدراتها الدفاعية بأحدث الوسائل، لمنع تكرار مثل هذه التهديدات على أراضيها أو أراضي حلفائها.

صناعة القبة الذهبية نتيجة الخوف من الصواريخ الإيرانية والروسية والصينية

علاوة على ذلك، تعيش الولايات المتحدة قلقًا متزايدًا من تطور قدرات إيران الصاروخية، والتهديد الروسي بالصواريخ الفرط صوتية، والمنافسة الصينية في مجال الأقمار الاصطناعية والصواريخ الباليستية.

على سبيل المثال، لم تستطع أنظمة باتريوت التقليدية مواجهة صواريخ الحوثيين بفعالية، وهو ما كشف عن حاجة ملحة لتكنولوجيا أكثر تطورًا.

تكنولوجيا دفاعية ثورية تدخل الخدمة

الأهم من ذلك كله أن القبة الذهبية تعتمد على تقنيات غير مسبوقة:

  • ليزر فائق القوة لاعتراض الصواريخ بسرعة الضوء.
  • ذكاء اصطناعي لتحديد مسارات التهديد والرد عليها خلال جزء من الثانية.
  • أقمار صناعية متصلة لحظيًا بمنظومة الدفاع الأرضي.
  • روبوتات دفاعية قادرة على التعامل مع التهديدات الأرضية.

في غضون ذلك، تستثمر وزارة الدفاع الأميركية أكثر من 15 مليار دولار لتطوير هذه المنظومة.

سباق تسلّح جديد.. ولكن بشكل ذكي

من ناحية أخرى، تسير الولايات المتحدة نحو سباق تسلح من نوع جديد يعتمد على الذكاء الصناعي والحرب السيبرانية بدلًا من المواجهات التقليدية.

بالتالي، فإن منظومة القبة الذهبية لا تركز فقط على اعتراض الصواريخ، بل على حماية المجال الرقمي والهجمات السيبرانية المحتملة.

هل تخشى أميركا من تكرار “سيناريو غزة”؟

بالتأكيد، حيث أظهرت غزة نموذجًا جديدًا لحرب غير متماثلة، وبالإمكان تطبيق نفس النموذج ضد أهداف أميركية مستقبلاً.

وبالتالي، ترى أميركا أن الوقاية المبكرة هي الحل الوحيد لتفادي ضربة غير متوقعة قد تزعزع الأمن القومي.

 

هل تنجح القبة الذهبية حيث فشلت القبة الحديدية؟

مثال ذلك، أن تكلفة استخدام الليزر في اعتراض صاروخ لا تتجاوز بضع مئات من الدولارات، بينما يكلف الصاروخ الاعتراضي التقليدي ما يفوق 100 ألف دولار.

في نفس السياق، تعتمد القبة الذهبية على سرعة استجابة عالية وقدرة على التعامل مع عدة تهديدات في آن واحد.

الأسباب التي تدفع أمريكا لصناعة القبة الذهبية

1. تعزيز القدرات الدفاعية ضد التهديدات الصاروخية المتطورة

بالتأكيد، الولايات المتحدة تواجه تهديدات متزايدة من صواريخ باليستية وصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، خصوصاً من دول مثل الصين وروسيا. لذلك، تحتاج واشنطن إلى نظام دفاعي قادر على التصدي لهذه التهديدات في الوقت الحقيقي، وبفعالية عالية. القبة الذهبية توفر هذا الحل عبر دمج التكنولوجيا الأرضية والفضائية.

2. ردع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ

من ناحية أخرى، أثار المشروع مخاوف بكين، حيث ترى فيه جزءاً من استراتيجية أمريكية لردعها، خصوصاً في حال نشوب صراع في مضيق تايوان. القبة الذهبية قد تعيق قدرة جيش التحرير الشعبي الصيني على ضرب القواعد الأمريكية في مناطق استراتيجية مثل غوام وأوكيناوا، مما يعزز التفوق الأمريكي في المنطقة.

3. حماية الأراضي الأمريكية من الهجمات الصاروخية البعيدة المدى

علاوة على ذلك، تهدف القبة الذهبية إلى حماية الولايات المتحدة من هجمات صاروخية قد تأتي من جهات متعددة حول العالم، بما في ذلك إطلاق صواريخ من الفضاء. هذا يعكس تطوراً غير مسبوقاً في الدفاع الصاروخي، حيث لم يعد الاعتراض مقتصراً على الصواريخ التي تطلق من الأرض فقط، بل يشمل تهديدات فضائية أيضاً.

4. تعزيز التفوق التكنولوجي الأمريكي

بالإضافة إلى ذلك، المشروع يعكس رغبة الولايات المتحدة في الحفاظ على تفوقها التكنولوجي والعسكري على منافسيها. فالقبة الذهبية ستُصنع بالكامل داخل الولايات المتحدة، مما يعزز من صناعتها الدفاعية ويخلق فرص عمل ويطور من قدراتها في مجال الفضاء والدفاع.

التأثيرات الإقليمية والدولية

في نفس السياق، فإن بناء القبة الذهبية الأمريكية قد يغير موازين القوى في المنطقة والعالم، حيث:

قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة والصين وروسيا.

يثير مخاوف من سباق تسلح جديد في الفضاء الخارجي.

يشكل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة عازمة على حماية أمنها القومي بأي ثمن، مما قد يدفع الدول الأخرى إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية.

مخاوف المقاومة من القبة الذهبية

من ناحية أخرى، ترى فصائل المقاومة أن المشروع يعكس خوفًا أميركيًا من تصاعد المقاومة وتوسع تأثيرها.

ومع ذلك، فإن القوى المناهضة للهيمنة الأميركية تستعد أيضًا لمواجهة هذا التطور التكنولوجي بوسائل أكثر مرونة وابتكارًا.

خاتمة:

باختصار، القبة الذهبية ليست مجرد منظومة دفاعية، بل هي مشروع استراتيجي أميركي لإعادة تعريف موازين القوة العالمية في عصر تتغير فيه أساليب الحرب. وبينما تسابق واشنطن الزمن في بناء درعها الذهبي، تبقى أسئلة كثيرة معلقة حول من يمتلك مفتاح التوازن في صراع قد يتحول من الذكاء الاصطناعي… إلى المواجهة الحقيقية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.