“ممر موراغ: العقدة الأخيرة التي تؤجل وقف النار في غزة”

Ekram Bahadur9 يوليو 2025
"ممر موراغ: العقدة الأخيرة التي تؤجل وقف النار في غزة"
"ممر موراغ: العقدة الأخيرة التي تؤجل وقف النار في غزة"

نقطة الخلاف الأخيرة بين إسرائيل وحماس: “ممر موراغ” يعطل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
تراجع عدد الخلافات من أربع إلى واحدة فقط
كشف المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن عدد القضايا العالقة بين إسرائيل وحركة حماس في مفاوضات وقف إطلاق النار قد تراجع من أربع إلى قضية واحدة فقط، معبّرًا عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية الأسبوع.

هذا التصريح يأتي في وقت حرج تشهده المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر لإنهاء الحرب في قطاع غزة، المستمرة منذ أكتوبر 2023.

“ممر موراغ”.. جوهر الخلاف الأخير
بحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن نقطة الخلاف الرئيسية المتبقية تتعلق بإصرار إسرائيل على الاحتفاظ بسيطرتها العسكرية على شريط ضيق من الأرض في جنوب غزة، يُعرف باسم “ممر موراغ”

نتنياهو يسميه “فيلادلفيا 2” ويصر على السيطرة عليه
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه المنطقة باسم “فيلادلفيا 2″، في إشارة إلى “محور فيلادلفيا” القديم، وهو منطقة عازلة كانت تقع بين غزة ومصر.

زعيم المعارضة في دولة الاحتلال، يائير لابيد:

هذا المحور بين رفح وخانيونس كان قرار إقامته ميدانياً على الأرض، الآن فجأة أصبح محور “موراج” هو صخرة وجودنا؟

هل من المنطقي أن يحسم محور “موراج” بين رفح وخانيونس مصير الأسرى الإسرائيليين المدفونين تحت الأرض؟

القناة 12: الخط الأحمر لإسرائيل: البقاء على محور موراج

في خضم المفاوضات ؛ أصبح محور موراج نقطة خلاف رئيسية، وربما الأخيرة، تُؤخر توقيع الاتفاق. فبينما تُطالب حماس بانسحاب كامل للجيش من غزة بالكامل، تُشير التقارير إلى أن إسرائيل تضع خطًا أحمر: البقاء على محور موراج حتى بعد وقف إطلاق النار..

في الأشهر الأخيرة، أصبح الممر حدودًا عملياتية داخل قطاع غزة، ويشكل حصارًا مستمرًا على مدينة رفح، مما أدى إلى عزل لواءي رفح وخانيونس التابعين لحماس فوق وتحت الأرض..

تُعرف المنطقة بأنها “فيلادلفيا الثانية” على غرار المحور الواقع، بين رفح ومصر، والذي يحد من تحركات حماس وتهريب الأسلحة عبر سيناء. تهدف عملية السيطرة إلى قطع الاتصال بين خان يونس ورفح، وتعزيز وجود الجيش في الجنوب..

لكن بخلاف محور فيلادلفيا، الذي صرّح الجيش سابقًا بقدرته على التعامل معه حتى بدون السيطرة عليه، لكن المستوى السياسي أصرت عليه، يرى الجيش السيطرة على محور موراج “حاجزًا عملياتيًا” مصممًا لتمكين الرد السريع، وتحديد مواقع البنى التحتية العسكرية، والحفاظ على ضغط مستمر على المنظمات ، حتى في حال التوصل إلى وقف إطلاق النار؛ بالنسبة لإسرائيل، يرى الجيش ذلك وسيلة لزيادة الضغط العسكري على حماس، التي ستبقى في المنطقة حتى في حال توقيع اتفاق..

من وجهة نظر المستوى السياسي، فإن السيطرة على محور موراج ستترك لإسرائيل “قدمًا في الباب”، حتى في ظل وقف إطلاق النار؛ وهذا يعني أن إسرائيل مهتمة بالحفاظ على حرية العمل في القطاع حتى بعد التوصل إلى صفقة، ولن ترغب في التنازل عن السيطرة على المحاور الاستراتيجية، وفي مقدمتها محور موراج، حتى لو أدى ذلك إلى تأخير الاتفاق..

أوضح الجيش سابقًا أن المحور لا يسمح فقط بالسيطرة الأمنية، بل أيضًا بمرونة عملياتية: فمن خلاله، يمكن نشر القوات ومنع عودة عناصر حماس إلى رفح. عمليًا، أصبح محور موراج حدودًا داخلية تفصل أجزاء القطاع التي تريد إسرائيل الحفاظ عليها، على الأقل حتى يتم تأمين آليات مراقبة وانتشار دولية في المستقبل..

هل محور موراج هو حجر أساس وجودنا؟
إن الانسحاب من محور موراج في إطار وقف إطلاق النار من شأنه أن يقضي على هذا الإنجاز ، مما يخلق بديلًا حقيقيًا لحماس. لهذا السبب تحديدًا تُصرّ حماس على انسحاب إسرائيل منه، فهي تريد ترسيخ سيطرتها على قطاع غزة وإحباط أي بديل.الانسحاب من هذا المحور سيُعرّض ياسر أبو شباب ورجاله لخطر القضاء عليهم مباشرةً، وسيُمكّن حماس من استعادة السيطرة على رفح، ويقوّض إنجاز الجيش الإسرائيلي الرئيسي – تطهير منطقة بأكملها من وجود حماس، وبناها التحتية العسكرية، والعناصر. علاوة على ذلك، سيؤدي ذلك إلى القضاء على أي بديل حقيقي لحكم حماس في قطاع غزة، والذي يتبلور الآن . هل يستحق الأمر خسارة هذا من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار؟

من ناحية أخرى، ترى حماس في المطلب الإسرائيلي إنجازًا سياسيًا خطيرًا، سيمنعها من استعادة سيطرتها على جنوب القطاع..

ووفقًا للتقارير، لا توافق حماس إطلاقًا على بقاء قوات الجيش الإسرائيلي على محور موراج، مما قد يُقوّض الاتفاق الناشئ.

وبحسب الخطة الإسرائيلية، فإن الحفاظ على وجود عسكري في هذا الممر ضروري لمنع حماس من إعادة التسلح عبر الأنفاق الحدودية، وهو ما ترفضه الحركة بشكل قاطع، وتعتبره استمرارًا للاحتلال الإسرائيلي.

جدل داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية
ورغم الإصرار السياسي، تواجه الخطة انتقادات من داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. فقد حذر عدد من المسؤولين من أن التمسك بالممر قد يؤدي إلى عرقلة التوصل لاتفاق بشأن تبادل الرهائن، بل واعتبر بعضهم أن السيطرة عليه غير ضرورية من الناحية الاستراتيجية.

“مدينة إنسانية” بديلة في رفح
بالتزامن مع خطط السيطرة على ممر موراغ، كشفت مصادر إسرائيلية عن نية الحكومة إنشاء “مدينة إنسانية” في رفح، جنوبي قطاع غزة، لإيواء المدنيين النازحين، مع فصلهم عن المقاتلين التابعين لحركة حماس. وترى إسرائيل أن التحكم بممر موراغ سيكون ضروريًا لضمان أمن تلك المنطقة الجديدة.

📢لكل جديد كونوا معنا عبر موقع غزة تايم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.