تشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيداً غير مسبوق في العمليات العسكرية الإسرائيلية. حيث تتواصل الاقتحامات الليلية والمداهمات العنيفة في مختلف المدن والبلدات الفلسطينية، بالتوازي مع تصاعد هجمات المستوطنين المدعومة من الجيش الإسرائيلي.
هذه التطورات تأتي في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، ما يعكس استراتيجية إسرائيلية واضحة لتوسيع دائرة الضغط. على الشعب الفلسطيني في جميع المناطق نتيجة لذلك، يقدم لكم غزة تايم ما يعيشه الفلسطينيون في الضفة الغربية حالة من الرعب الدائم، وسط تزايد عمليات القتل والاعتقال والتهجير القسري. وتدمير البنية التحتية الأساسية، في مشهد يعكس حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون بشكل يومي.
تفاصيل الاقتحامات الليلية في الضفة الغربية المحتلة
في غضون ذلك، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاقتحام الليلي للمدن والبلدات الفلسطينية، حيث شهدت مدن جنين، طولكرم، نابلس، ورام الله. اقتحامات متكررة خلال الأسابيع الأخيرة على سبيل المثال، اقتحمت القوات الإسرائيلية قرية الطبقة جنوب الخليل وداهمت منازل المواطنين، واعتقلت عدداً من الشبان. كما شهدت بلدة شقبا غرب رام الله عمليات هدم واسعة للمنازل والمنشآت الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، اقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة طوباس وصادرت مركبات المواطنين. فيما شهدت مدينة القدس اقتحامات متكررة لبلدة الرام.
الأهم من ذلك كله، أن هذه العمليات العسكرية لم تقتصر على المداهمات، بل شملت أيضاً استخدام الدبابات والجرافات العسكرية. في سابقة لم تشهدها الضفة الغربية منذ أكثر من عقدين، ما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية وتهجير آلاف العائلات الفلسطينية من مخيماتها. خاصة في جنين وطولكرم ونور شمس هذا يعني أن الاحتلال يسعى إلى تغيير الواقع الديمغرافي .والجغرافي للضفة الغربية بالقوة.
هجمات استيطانية متصاعدة في الضفة الغربية المحتلة وغياب الردع
من ناحية أخرى، تشهد الضفة الغربية المحتلة تصاعداً خطيراً في هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم. حيث باتت هذه الاعتداءات جزءاً من المشهد اليومي. خلال الأيام الماضية، اقتحم مستوطنون مرآب سيارات في إحدى القرى الفلسطينية. وأضرموا النار في ثلاث مركبات، في حادثة ليست الأولى من نوعها. علاوة على ذلك، أقدم مستوطنون على إدخال مواشيهم. إلى أراضي بلدة أم صفا، في محاولة واضحة للاستيلاء التدريجي على الأراضي الفلسطينية.
وبالمثل، شهدت بلدة كفر مالك غرب رام الله هجوماً واسعاً من قبل أكثر من 100 مستوطن، أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين. بينما اعتقلت السلطات الإسرائيلية عدداً من المشاركين في الهجوم. للتوضيح، تشير التقارير إلى أن المستوطنين ينتمون إلى مجموعات. متطرفة تعرف بـ”شباب التلال”، والتي سبق أن اتُهمت بتنفيذ اعتداءات منظمة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم. وسط غياب شبه تام للإجراءات الرادعة من قبل السلطات الإسرائيلية.
أرقام صادمة: قتلى وجرحى وتهجير جماعي
خلال الأشهر الأخيرة، ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين بشكل كبير نتيجة الحملات العسكرية وهجمات المستوطنين، حيث قُتل أكثر من 622 فلسطينياً. بينهم 142 طفلاً على الأقل، منذ أكتوبر الماضي بالإضافة إلى ذلك، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى تهجير نحو 40 ألف فلسطيني. من منازلهم في شمال الضفة الغربية وحدها، وهو مستوى غير مسبوق منذ حرب 1967 في نفس السياق. تم تدمير مئات المنازل والبنى التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي، ما جعل بعض المخيمات شبه غير صالحة للسكن.
ردود فعل محلية ودولية: إدانات وتحذيرات
الأحداث الأخيرة دفعت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، إلى التحذير من خطورة التصعيد الإسرائيلي. في الضفة الغربية فقد أكدت منظمة العفو أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تقود إلى تصعيد أعمال العنف المميتة. وتزيد من معاناة المدنيين الفلسطينيين، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية السكان ووقف الانتهاكات.
من ناحية أخرى، أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتداءات المستوطنين على مؤسسات الجيش واصفاً إياها بـ”الفوضوية”. بينما تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي باتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء هذه الظاهرة، في محاولة لاحتواء الغضب الدولي والمحلي.
خلفيات استراتيجية: الاحتلال وتغيير الواقع على الأرض
بعبارة أخرى، تسعى إسرائيل من خلال هذه الحملة العسكرية وهجمات المستوطنين إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، من خلال تهجير السكان. الفلسطينيين وتوسيع المستوطنات، وتدمير البنية التحتية للمجتمع الفلسطيني. بالتأكيد، هذه السياسات تهدف إلى تقويض. أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، في ظل صمت دولي وتواطؤ بعض القوى الكبرى.
تأثيرات إنسانية واقتصادية خطيرة
نتيجة لذلك، يعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية ظروفاً إنسانية واقتصادية غاية في الصعوبة، مع تزايد معدلات الفقر والبطالة، وانعدام الأمن الغذائي، وتدمير مصادر الرزق الأساسية. في نفس السياق، تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من حصار متواصل ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى.
المقاومة الفلسطينية: صمود في وجه العدوان
على الرغم من شدة الهجمات الإسرائيلية، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي للاعتداءات، من خلال تنظيم الفعاليات الشعبية والمواجهات الميدانية، وإطلاق حملات دولية لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني. بالإضافة إلى ذلك، تعزز هذه الأحداث من وحدة الصف الفلسطيني، وتدفع نحو مزيد من التضامن العربي والدولي مع القضية الفلسطينية.
لتلخيص
تشكل الحملة الإسرائيلية العنيفة في الضفة الغربية، وما يصاحبها من اقتحامات ليلية وهجمات استيطانية، تصعيداً خطيراً يهدد مستقبل الفلسطينيين وحقوقهم. ومع ذلك، فإن صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على البقاء يمثلان رسالة قوية للعالم بأن الاحتلال لن يستطيع كسر إرادة الحياة والحرية. لذلك، يبقى رفع الوعي العالمي بأخبار المقاومة وأحداث غزة مسؤولية جماعية، تتطلب تضافر الجهود الإعلامية والحقوقية، من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وتعزيز قيم الحرية والكرامة الإنسانية.