6 أيام تحت الأنقاض .. “ريماس” الناجية الوحيدة من قصف إسرائيلي بغزة

Ahmed Ali23 أبريل 2025
6 أيام تحت الأنقاض .. "ريماس" الناجية الوحيدة من قصف إسرائيلي بغزة
6 أيام تحت الأنقاض .. "ريماس" الناجية الوحيدة من قصف إسرائيلي بغزة

لم تكن الطفلة الفلسطينية ريماس خليفة، ذات السبعة أعوام، تعلم أن لحظات اللعب مع أشقائها الثلاثة ستكون الأخيرة، ولا أن وجبة الغداء التي كانت تُعدّها والدتها ستظل دون أن تُقدَّم، بعدما دمر القصف الإسرائيلي منزل العائلة في حي التفاح شرقي مدينة غزة.

نجت ريماس من الموت بأعجوبة، لكنها فقدت كل شيء. ستة أيام قضتها تحت أنقاض منزلها، بعدما استهدفته طائرة حربية إسرائيلية بصاروخين متتاليين، أوديا بحياة والديها وإخوتها الثلاثة.

في حديثها لموقع “إرم نيوز”، تروي ريماس تفاصيل تلك اللحظات التي حُفرت في ذاكرتها الغضة. تقول: “كنت ألعب مع إخوتي بينما كانت أمي تطهو الطعام لنا. فجأة سمعنا دوي انفجار قوي… المنزل اهتزّ، وبعدها لم أعد أشعر بشيء”.

تحت الأنقاض، ظلت ريماس فاقدة للوعي، بلا طعام أو ماء، في ظلام دامس وركام خانق. ظن الجميع أنها من بين الضحايا، إلى أن مرّ أحد الجيران قرب المنزل المنكوب ولاحظ يدًا صغيرة تتحرك. سارع ومعه بعض الأشخاص إلى انتشالها من بين الركام ونقلها إلى المستشفى، لتنقلب مأساتها إلى قصة نجاة.

تقول الطفلة: “أول ما سألته عمتي عندما استيقظت كان عن أمي وأبي وإخوتي، فأخبرتني أنهم استشهدوا جميعًا… لم أستوعب الأمر في البداية، ثم بدأت أبكي وأشعر بأنني أصبحت وحدي”.

تعيش ريماس اليوم مأساة مضاعفة، بين الألم الجسدي والنفسي، وتواجه صعوبة في التكيف مع واقعها الجديد. “أفتقدهم جميعًا… أشتاق لأختي الصغرى أكثر من أي شيء. الاحتلال حرمني من حياتي البسيطة، من عائلتي ومن لعبنا اليومي”، تقول بنبرة يملؤها الحزن.

وتتابع: “أخاف كثيرًا من صوت الطائرات والقصف. لا أشعر بالأمان، وأتمنى أن تتوقف الحرب. لا أريد أن أكون تحت الأنقاض مرة أخرى”.

قصة ريماس تختصر وجع الطفولة في غزة… حيث لا شيء ينجو من الحرب، لا الأحلام الصغيرة، ولا الضحكات، ولا حتى الأمان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.