أثار اقتراح جديد لحركة حماس يقضي بالتخلي عن إدارة قطاع غزة لصالح “هيئة فلسطينية مستقلة”، ضمن صفقة شاملة، موجة واسعة من الجدل السياسي، لا سيما مع تزايد الحديث عن احتمال أن يكون للقيادي الفتحاوي المعتقل مروان البرغوثي دور في إدارة القطاع فيما بات يُعرف بتوصيف “اليوم التالي لوقف الحرب”.
ويعزى تداول اسم البرغوثي، القابع منذ سنوات في السجون الإسرائيلية، إلى ما يتمتع به من ثقة متبادلة مع حركة حماس، إضافة إلى شعبيته الواسعة في الأوساط الفلسطينية، والتي طالما رشحته لخلافة الرئيس محمود عباس في قيادة السلطة الوطنية ومنظمة التحرير.
ورغم عدم صدور ترشيح رسمي من أي طرف، نقل موقع “إرم نيوز” عن مصادر سياسية وجود قراءات متباينة بشأن جدية هذا الطرح، وسط احتمالات قابلة للتطور والمتابعة.
وفي السياق ذاته، كشفت تقارير أن حماس أبلغت وسطاء عربًا باستعدادها لوقف طويل الأمد لإطلاق النار مع إسرائيل، يشمل تجميد الأنشطة العسكرية، كحفر الأنفاق وتطوير الأسلحة. وتشمل الخطة المقترحة هدنة تمتد بين خمس إلى سبع سنوات، يتم خلالها تبادل الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، في إطار تسوية تُنهي الصراع.
وتقوم الخطة على انتقال إدارة الحياة المدنية في القطاع إلى هيئة مستقلة من التكنوقراط الفلسطينيين، بعيدًا عن السيطرة المباشرة لحماس. وأشارت التقارير إلى أن قطر تعتزم نقل هذا المقترح إلى الإدارة الأمريكية في وقت قريب.
ورغم هذه التطورات، يرى مراقبون أن الوقت لا يزال مبكرًا لطرح أسماء، خاصة في ظل المواقف المتباينة بين حماس، التي تشترط صفقة شاملة لوقف الحرب، وإسرائيل التي تواصل تصعيدها العسكري وتهدد بتوسيع الحرب وصولًا إلى ما تصفه بـ”التهجير الطوعي”.
دور البرغوثي
وكانت الهدنة السابقة بين الجانبين قد انتهت في مارس/آذار الماضي دون التوصل إلى اتفاق جديد. وقد رفضت حماس مؤخرًا عرضًا إسرائيليًا بالإفراج عن عشرة رهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة 45 يومًا، وصرّح رئيس وفدها التفاوضي خليل الحية بأن “الصفقات الجزئية تخدم أجندة نتنياهو السياسية” ولن تُقبل.
وفي هذا السياق، قلّل الباحث في شؤون الحركات الدينية ياسين الدويش من أهمية الحديث عن دور محتمل للبرغوثي، معتبرًا أن “قضية اليوم التالي لحرب غزة أعقد من أن تُحسم بتسريبات إعلامية”.
ورأى الدويش أن مستقبل قطاع غزة مرتبط بإعادة رسم الخريطة الفلسطينية ضمن معادلات إقليمية جديدة، وأن وضع القيادة الفلسطينية في رام الله أكثر هشاشة من أن يسمح بدور جدلي في هذه المرحلة، حتى وإن تعلق الأمر بشخصية بحجم البرغوثي.
وأشار إلى أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير يناقش الآن قضايا جوهرية، على رأسها خلافة الرئيس محمود عباس ومصير الدولة الفلسطينية، وسط انقسامات فصائلية تهدد القضية الفلسطينية برمّتها.
واعتبر الدويش أن الحديث عن مشاركة البرغوثي في إدارة غزة لا يعدو كونه “تسريبة إعلامية” جاءت في توقيت غير مناسب.