أزمة مياه خانقة تهدد غزة وسط استمرار الحصار

Ahmed Ali17 مارس 2025
أزمة مياه خانقة تهدد غزة وسط استمرار الحصار
أزمة مياه خانقة تهدد غزة وسط استمرار الحصار

حذرت بلدية غزة، من كارثة عطش وشيكة تهدد المدينة، نتيجة استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود، بالإضافة إلى تهديدها بوقف خط المياه الرئيسي الذي يغذي 70% من احتياجات غزة اليومية.

إغلاق المعابر وتصعيد العقوبات

مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مطلع مارس/آذار الجاري، شددت إسرائيل حصارها على غزة عبر إغلاق جميع المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، في محاولة لاستخدام التجويع والعطش كأدوات ضغط على حركة حماس.

إلى جانب ذلك، أدى قطع الكهرباء عن القطاع إلى شلل شبه كامل في تشغيل محطات المياه والصرف الصحي، مما فاقم الأزمة الإنسانية. وسبق أن هدد مسؤولون إسرائيليون، مرارًا، باستخدام قطع المياه والكهرباء كورقة ضغط سياسية.

وفي 4 مارس، صرح المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، عومري دوستري، بأن قطع المياه والكهرباء عن غزة “وسيلة للضغط على حماس”، وهو ما تُرجم إلى قرار وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، في 9 مارس، بوقف تزويد القطاع بالكهرباء فورًا.

تحذيرات من كارثة إنسانية

وأكدت بلدية غزة أن خط المياه الإسرائيلي “ميكروت”، الذي يخضع بالكامل للسيطرة الإسرائيلية، هو المصدر الأساسي للمياه في المدينة، محذرةً من أن توقفه سيؤدي إلى أزمة عطش غير مسبوقة، وانتشار الأمراض وتدهور الصحة العامة.

من جهته، شدد اتحاد بلديات قطاع غزة على ضرورة توفير إمدادات ثابتة للمياه والكهرباء، خصوصًا بعد تعطيل محطة تحلية المياه المركزية نتيجة انقطاع الكهرباء، مما يزيد من مخاطر الأزمات الصحية والبيئية.

حصار مطبق ومعاناة متزايدة

ليست أزمة المياه في غزة جديدة، لكنها تفاقمت بشكل كارثي بعد القصف الإسرائيلي الذي دمر البنية التحتية والمرافق الأساسية خلال الحرب الأخيرة، مما جعل الحصول على مياه نظيفة رفاهية بعيدة المنال لكثير من العائلات.

ومع دخول شهر رمضان، يواجه الفلسطينيون واقعًا قاسيًا من العطش والجوع والفقر، حيث تعيش آلاف العائلات في الخيام ومراكز اللجوء بعد أن دمرت إسرائيل منازلهم، وسط حصار خانق يمنع وصول الغذاء والدواء والمياه.

حصيلة الحرب.. مأساة مستمرة

منذ 7 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل حملة عسكرية دموية على غزة، أدت إلى استشهاد أكثر من 160 ألف شخص، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى فقدان أكثر من 14 ألف شخص لا يزالون تحت الأنقاض.

وسط هذه المأساة، تواصل غزة معركتها اليومية من أجل البقاء في ظل تجويع ممنهج وحرمان قاسٍ من أبسط مقومات الحياة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.