رمضان في غزة.. حين يصبح الدفء أمنية والطعام رفاهية

Ahmed Ali17 مارس 2025
رمضان في غزة.. حين يصبح الدفء أمنية والطعام رفاهية
رمضان في غزة.. حين يصبح الدفء أمنية والطعام رفاهية

في قطاع غزة، حيث يحل شهر رمضان وسط الحصار، تصبح تفاصيل الحياة اليومية أكثر قسوة. لا طعام ساخن، لا نار تشتعل على المواقد، معابر مغلقة، وغاز طهي مفقود. عائلات بأكملها تكافح فقط للحصول على وجبة إفطار أو سحور، في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها الغزيون تحت وطأة الظروف القاسية.

لم يعد السؤال في غزة عن نوع الطعام على المائدة. بل عمّا إذا كان هناك طعام أصلًا. نفاد غاز الطهي بسبب إغلاق إسرائيل للمعابر دفع آلاف العائلات إلى البحث عن بدائل بدائية. كاستخدام الحطب أو حتى حرق الأثاث والملابس لطهي وجباتهم البسيطة.

معاناة يومية على أبواب الإفطار

يقول يوسف أبو هلال، وهو أب لثلاثة أطفال، إن أسطوانة الغاز التي كانت تعبأ سابقًا بسعر زهيد، باتت اليوم حلمًا بعيد المنال، بعدما وصل سعرها إلى 30 دولارًا للكيلو الواحد. ومع غياب البدائل، لم يجد أمامه سوى المعلبات الباردة لإطعام أطفاله.

أما خالد الدهشان، فقد اضطر للعودة إلى استخدام الحطب. لكنه يؤكد أن الأمر بالغ الصعوبة، ليس فقط بسبب الجهد الكبير الذي يتطلبه إشعال النار. بل أيضًا بسبب الدخان الكثيف الذي يملأ المكان. ويضيف بحسرة: “أحيانًا لا أملك القدرة على إشعال النار، فأستغني عن وجبة السحور بالكامل”.

حلم الطعام الساخن

في وقت تجتمع فيه العائلات حول موائد الإفطار في مختلف أنحاء العالم، هناك في غزة من يحلم فقط بموقدٍ مشتعل، بل بأبسط حقوقه في طعامٍ دافئ. أزمة غاز الطهي في القطاع لم تعد مجرد نقص في الوقود، بل تحولت إلى أزمة إنسانية تفترس ما تبقى من حياة الغزيين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.