“اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.”
دعاء اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي يُنسب إلى النبي محمد ﷺ عندما خرج إلى الطائف، وهو يعبر عن التضرع إلى الله واللجوء إليه في الشدائد.
هذا الدعاء يحمل معاني عظيمة ويعبر عن التذلل والخضوع لله تعالى، وهو من الأدعية التي تبين صبر النبي ﷺ وتوكله على الله في أصعب المواقف. تتجلى أهمية هذا الدعاء في عدة نقاط:
التوكل على الله في الشدائد: يوضح الدعاء أن الإنسان يجب أن يلجأ إلى الله في أصعب الظروف، كما فعل النبي ﷺ عندما لقي الأذى من أهل الطائف.
الاعتراف بالضعف البشري: يعترف العبد بعجزه أمام قوة الله، مما يعزز الإيمان بأن القوة الحقيقية والقدرة المطلقة بيد الله وحده.
إظهار الافتقار إلى رحمة الله: يطلب العبد رحمة الله، ويؤكد أنه إن لم يكن هناك غضب من الله عليه، فلا يهمه ما يواجهه من مصاعب.
طلب العافية واللطف الإلهي: الدعاء يشير إلى أن عافية الله ورحمته أوسع للعبد، حتى إن كان في شدة أو بلاء.
الخضوع والتسليم لحكم الله: يعبر الدعاء عن الرضا بقضاء الله، ويؤكد أن العبد لا يريد إلا رضا الله حتى تهون عليه كل المصاعب.
تعليم الصبر والثبات: يعلّم الدعاء المسلم أن يصبر ويثبت في وجه المحن، مع اليقين بأن الله سيجعل بعد العسر يسراً.
لذلك، يعد هذا الدعاء درساً عظيماً في الصبر والتوكل والتسليم لأمر الله، وهو من الأدعية التي يستحب للمؤمن أن يرددها في أوقات الشدة والضيق.
كيف نستفيد من هذا الدعاء في حياتنا؟
- عند مواجهة المصاعب والشدائد، يمكننا ترديد هذا الدعاء والتضرع به إلى الله.
- يذكرنا الدعاء بأن لا نحزن على أي ابتلاء طالما أن الله ليس غاضباً علينا.
- يعلمنا التوكل الكامل على الله وعدم الاعتماد على الأسباب الدنيوية وحدها.
- يغرس في قلوبنا الصبر والإيمان بأن العافية والفرج بيد الله.
هذا الدعاء يُعد من أروع الأدعية التي تُظهر توكل العبد على الله وخضوعه له، وهو نموذج للتضرع الصادق والإيمان العميق. لذلك، ينبغي لنا التأمل في معانيه وترديده في أوقات الأزمات والشدائد، ليكون زاداً لنا في مسيرتنا الإيمانية.