رفض عمر رضي الله عنه مشورة أحد الصحابة باتخاذ الدواوين بيت العلم نعم، كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه موقف من إنشاء الدواوين، وهو ما يُعتبر بداية التنظيم الإداري في الدولة الإسلامية. وأصل الفكرة جاء حينما أشار عليه بعض الصحابة، ومنهم الصحابي الجليل الحارث بن هشام وجبير بن مطعم، بأن يُنظّم أمور الجند والموارد المالية عبر ديوانٍ مستوحى من التجربة الفارسية والرومية.
سبب رفض عمر في البداية:
عمر رضي الله عنه كان شديد الحرص على البساطة وعدم التشبه بأنظمة الدول الأخرى التي رآها تقوم على الترف والبذخ، فخشي أن يكون الديوان مقدمة للفساد الإداري أو الظلم الاجتماعي.
رفض عمر رضي الله عنه مشورة أحد الصحابة باتخاذ الدواوين بيت العلم (صواب)
لماذا وافق لاحقًا؟
بعد مشاورة الصحابة، خاصة عبد الرحمن بن عوف، واقتراحه بأن يستعين بتجربة الفرس في تنظيم الموارد، اقتنع عمر بضرورة إنشاء الديوان لضبط توزيع العطاء والمرتبات وفق حاجة الناس وعدد الغزوات التي شاركوا فيها، فتم إنشاء ديوان الجند وديوان العطاء.
الدروس المستفادة:
- حرص عمر رضي الله عنه على عدم الانجراف خلف أي فكرة دون تمحيصها ومقارنتها بقيم الإسلام.
- المرونة في القيادة، إذ لم يتعنت في رأيه، بل غيّره عندما تبينت له المصلحة العامة.
- أهمية المشاورة في اتخاذ القرارات الكبرى للدولة.
تنظيم الدواوين في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بعد اقتناع عمر رضي الله عنه بضرورة إنشاء الدواوين، قام بتنظيمها بشكل يخدم مصالح الدولة الإسلامية، وكان الهدف الأساسي من ذلك ضبط أمور الجند، وتنظيم العطاء، وتوزيع الموارد المالية للدولة. ومن أبرز هذه الدواوين:
1. ديوان الجند
أنشئ هذا الديوان لتسجيل أسماء المقاتلين في الجيش الإسلامي، مع تحديد رواتبهم وحقوقهم بناءً على أقدميتهم في الإسلام، ومشاركتهم في الغزوات.
اعتمد نظام العطاء فيه على السبق في الإسلام، فكان الأوائل من المهاجرين والأنصار يحصلون على عطايا أكثر.
حددت فيه مخصصات مالية للمجاهدين وأسرهم، لضمان استمرار قوة الجيش دون الحاجة للعمل في الزراعة أو التجارة.
2. ديوان العطاء
كان يهدف إلى توزيع الأموال القادمة من الفتوحات والجزية والخراج على المسلمين.
اعتمد مبدأ التدرج في العطاء، فكان أهل بدر يحصلون على أعلى الرواتب، يليهم أهل أحد، ثم من جاء بعدهم.
خصصت رواتب للنساء والأطفال من بيت المال.
كان يتم تسجيل كل فرد من المسلمين لضمان وصول العطاء إليه بانتظام.
3. ديوان الخراج
أنشئ بعد توسع الدولة الإسلامية، حيث زادت الأراضي المفتوحة، فاحتاجت الدولة إلى تنظيم جباية الضرائب والخراج من الأراضي الزراعية.
كان الهدف منه عدم ظلم السكان المحليين، وضبط مصادر دخل الدولة.
تم تعيين موظفين مختصين بجمع الأموال وفق أحكام الشريعة الإسلامية.
