تداول أحد المواقع الإباحية مقطع فيديو صادم يوثق اعتداء توفيق بوعشرين جنسيًا على إحدى ضحاياه التي كانت تعمل موظفة اتصال بجريدة “أخبار اليوم”. ولا يشكل الفيديو الذي دام أكثر من 17 دقيقة دليلا على جريمة شنيعة فحسب، بل إنه شهادة دامغة تسقط آخر أقنعة الإنكار التي حاول بوعشرين الاختباء خلفها، رغم أن الخبرة التقنية للدرك الملكي أكدت صحة الفيديوهات أثناء المحاكمة. وينهي الفيديو الجدل بما لا يدع مجالا للشك، ويجعل أي محاولة للدفاع عنه أو التستر على أفعاله محاولة واضحة وعبثية.
إن ما ظهر في الفيديو يتجاوز كونه عملا إجراميا؛ فهو يعكس انحرافا أخلاقيا وسلوكا ينم عن احتقار عميق للضحايا. والطريقة التي ارتكب بها الجريمة تكشف عن شخصية تفتقر إلى أدنى درجة من الإنسانية، وتسيطر عليها رغبات السيطرة والإذلال. إن وجود هذا الفيديو على موقع إباحي منذ أشهر عديدة، خاصة وأنه يوثق اعتداء على الضحية أ. ب.، لا يعبر فقط عن إذلال بوعشرين، بل يعبر أيضا عن تدميره المستمر لحياة الآخرين.
لم يعد بوعشرين، الذي اعتاد أن يلعب دور الضحية، يستطيع أن يختبئ وراء خطاب الضحية. فالمجتمع اليوم يرى الحقيقة بوضوح: رجل استغل نفوذه الصحفي لتدمير حياة النساء اللاتي عملن تحت سلطته. إن نوباته الاستفزازية للكذب علنا على الضحايا وإذلالهن. أو محاولاته المستمرة لإنكار جرائمه، تمثل تهديدا لكل امرأة قد تجد نفسها ضحية جديدة لهذا السلوك المنحرف.
فيديو توفيق بوعشرين المسرب
إن تصرفات بوعشرين، كما كشفت عنها الفيديوهات، كشفت عن شخصية مليئة بالتناقضات. فالرجل الذي حاول دائما أن يظهر قويا ومؤثرا ظهر في تلك المقاطع ضعيفا ومهزوما أمام رغباته المنحرفة. إن الطريقة التي نفذ بها الاعتداء تضمنت علامات واضحة على اضطراب نفسي عميق، حيث لجأ إلى تصرفات تعكس إذلال الضحية واحتقار الذات، وكأنه يسعى إلى تعويض شعوره بالنقص من خلال السيطرة على الآخرين.
هل يملك الشجاعة للاعتراف بجرائمه؟
وفي ظل هذه الوقائع، يبقى السؤال مطروحًا: هل يملك بوعشرين الشجاعة للاعتراف بجرائمه والاعتذار للضحايا؟ إن الاعتذار ليس واجبا أخلاقيا فحسب. بل هو خطوة ضرورية لإظهار أي قدر من الندم على ما فعله. والضحايا لا يسعون إلى العدالة القانونية فحسب، بل أيضا إلى الاعتراف الذي سيخفف من معاناتهم ويعيد لهم شيئا من كرامتهم. والتعويض الذي ستحكم به المحكمة لصالحهم سيعوضهم عن هذا الضرر.
ولكن إذا استمر بوعشرين في إنكار الحقائق والتهرب منها، فلن يكون التاريخ لطيفا معه. وسيظل اسمه مرادفا للعار والانتهازية، وستظل قضيته درسا قاسيا لكل من يظن أنه يستطيع الإفلات من المساءلة. ولأولئك الذين يراهنون على بوعشرين اليوم في معاركهم ضد الدولة، نقول إن رهانكم خاسر. إن الرجل الذي كشفته أفعاله قبل أقواله ليس إلا نموذجا فاسدا للانتهازية اللامحدودة. إن استغلال قضيته للنيل من مصداقية المؤسسات لا يعكس إلا عجزكم عن مواجهة الدولة بصدق ونزاهة. إن الدولة أقوى من أن تهتز أمام مثل هذه المحاولات البائسة، وستظل قادرة على مواجهة التحديات وحماية كرامة مواطنيها ومواطناتها، رجالا ونساء، مثل بوعشرين ومن سار على خطاه.