بعد أنباء أفادت عن رغبة في تشكيل إدارة مدنية بديلة لحركة حماس في غزة تضم أطرافًا فلسطينية، استبعد محللون سياسيون قدرة تل أبيب على إقامة حكم في قطاع غزة بدلًا من حركة حماس.
وذكرت رويترز في وقت سابق أن إسرائيل تريد تشكيل إدارة مدنية بديلة في غزة تضم أطرافًا فلسطينية ليست جزءًا من هياكل السلطة القائمة في القطاع أو السلطة الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأنها مستعدة للعمل مع تل أبيب.
لكن الوكالة أشارت إلى أن المرشحين الوحيدين لهذا الدور، وهم رؤساء العشائر المحلية القوية، ليسوا على استعداد للمشاركة، في وقت أشارت القناة 14 العبرية إلى أن لدى إسرائيل خطة جديدة.
يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، أسعد غانم، أن “إسرائيل لا يمكن أن تنجح في خططها لتشكيل هيئات حكم محلية بدلا من حركة حماس”، عازيا ذلك إلى عدة أسباب استراتيجية.
وقال غانم إن “أول هذه الأسباب هو عدم قدرة أي جهة على فرض النظام والأمن والسيطرة على حالة الفلتان الأمني التي يعاني منها القطاع والتي ستزداد بعد الحرب”.
“السبب الثاني، هو الرغبة في إنشاء هيئة مجردة من الصلاحيات، ومن دون القدرة على اتخاذ قرارات سياسية ومدنية حساسة، إضافة إلى عدم قدرتها على التواصل مع العالم الخارجي، على اعتبار أنها هيئة غير رسمية”، بحسب غانم. .
وأضاف: “السبب الثالث هو رفض الفلسطينيين لأي هيئة تشكل بالاتفاق مع إسرائيل، وبالتالي سيتم التعامل معها محليا كقوة أمر واقع تابعة للاحتلال”، مؤكدا أن ذلك سيضع الهيئة في موقف كبير. الاصطدام بالفلسطينيين.
وتابع: “هذه الهيئة لن تحظى بقبول عربي أو إقليمي، وبالتالي فإن أي مهمة تقوم بها سيكون مصيرها الفشل مقدما، وستضطر إلى التوقف عن العمل بعد وقت قصير من تشكيلها، وهذا هو السبب الرابع”.
محاولات يائسة
وقال حاتم أبو زايدة، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن “هناك محاولات إسرائيلية يائسة لخلق بديل لحكم حماس في غزة”، لافتا إلى أن ذلك لا يهدف بالدرجة الأولى إلى استبدال حكمها، بل إلى إضعاف قدرتها على السلطة. حكم القطاع.
وأضاف أبو زايدة، أن “ذلك يأتي في إطار الجهود الإسرائيلية لتفكيك المجتمع الفلسطيني وتحويل قطاع غزة إلى نموذج يشبه إلى حد كبير الضفة الغربية التي تخضع بعض مناطقها لحكم هيئات محلية بعيدة عن السلطة الفلسطينية”. “
وذكر أن “ذلك يأتي في إطار خطة سياسية وعسكرية وأمنية إسرائيلية ستؤدي إلى تحييد القطاع لسنوات طويلة عن التوترات على مختلف الجبهات”، لافتا إلى تخوفات بين المرشحين لهذه المهمة من التعاون مع إسرائيل.
وأشار أبو زايدة إلى أن “إسرائيل تواصل اتصالاتها مع الشخصيات البارزة وشيوخ العشائر، وتستخدمهم أحيانا لإدخال البضائع والمساعدات إلى مناطق مختلفة من قطاع غزة، إلا أنها لم تجد من يتعاون معها في هذه الخطة حتى الآن”.
وبحسب المحلل السياسي فإن “أي جسم محلي سيواجه حماس والفصائل المسلحة ومنظمة التحرير أيضا، الأمر الذي سيؤدي إلى فشله في أي مهمة قد توكل إليه”.